السيكشن ( 3-4 ) لمادة عالم ثالث أ/جابر
]السيكشن الثالث
تابع التعدين والطاقه والصناعات التحويليه [/
ثانيآ الطاقه :.
لعب استخدام موارد الطاقه كالقوه المائيه والبخار والفحم دورآ حيويآ فى الثورة الصناعية الأوروبية لأنها اعتمدت اساسآ على مصادر الطاقه واصبح من المتفق عليه ان الامداد بموارد الطاقه كان عاملآ مهمآ فى عملية التنمية فى هذه القاره ومن هنا جاء القول بوجود ارتباط وثيق بين معدلات استهلاك الطاقه والتنميه الصناعيه ومن ثم التنميه الأقنصادية الشامله ولعل اكبر دليل على ذلك هو ان معظم الدول التى تستهلك معظم انتاج الطاقه فى العالم هى الدول الصناعيه الكبرى حيث تستهلك الدول المتقدمة الصناعية 90% من الطاقه العالميه من الفحم والبترول على العكس من ذلك تنخفض معدلات استهلاك الطاقة فى الدول الناميه التى تعتمد فى توفير جزء لا بأس به من طاقتها على موارد الطاقه الأوليه
مثل :. الخشب والفحم النباتى وبقايا الخضروات اضافة الى الروث
وبذلك تنخفض ومن المحتمل ان تزود هذه الموارد الصين بنحو ثلث حاجتها من الطاقه والهند بنحو اكثر من نصف حاجتها من الطاقه وترتفع هذه النسبه فى بعض الدول الفقيرة مثل تشاد وهايتى بنحو 90% من جزء حاجتها من الطاقه والأرتباط بين الطاقه والصناعة وتقدر هذه الأحتياجات بنصف احتياجات الهند من الطاقة ولكن موارد الطاقه الأوليه هذه غير كافيه
كما أن استخدامها له العديد من العيوب والأضرارلعل أهمها :.
1- يستغرق جمعها من الحقول أو الغابه وقت طويل
2- يؤدى استخدامها الى الأضرار بالبيئة بدرجه كبيره
3- اعداد الأرض لحرق الخشب وعملية اعداد الأرض يؤدى الى تدمير التربة وتدهورها
4- استخدام الروث كمورد للطاقة يحرم التربة من سماد نادر
وبصفة عامة لم تستمر دول العالم الثالث بالأعتماد على مصادر الطاقه الاوليه طويلآ فبعد الحرب العالميه الثانيه اتجهت معظم دول العالم الثالث نحو التنمية الأقتصاديه والتنمية الصناعيه اعتمادآ على مصادر الطاقة التقليدية سواء كان الفحم أو البترول أو حتى الغاز الطبيعى بعد أن صارت أسعارها ثابتة نسبيآ وخاصة البترول حيث كان سعره 2دولار للبرميل وذلك بعد الحرب العالمية الثانية ومن ثم بدأت هذه الدول تتبنى استراتيجيات صنلعية ضخمة ولكن أرتفاع أسعار البترول ومضاعفته لأكثر من 4 مرات خلال عام واحد وهو العام من 1973 الى 1974 وهو ما أدى الى لجوء معظم دول العالم الثالث للأستدانه وخاصة الدول التى لا يوجد بها طاقة وذلك لأستيراد أحتياجتها من البترول من الخارج وفى الوقت نفسه حفز ذلك بعض الدول النامية للبحث عن مصادر طاقة جديدة داخل أراضيها حيث وجد ان الدول النامية تمتلك أحتياطى ضخم من مواارد الطاقة ولا سيما البترول حيث أنها تمد العالم بنحو 80% من صادرات الطاقة ورغم ذلك فهى لا تستهلك منه سوى 25% فقط من أنتاجها لذا كان لابد من ألقاء الضوء على أهم مصادر الطاقة فى الدول النامية والتى يأتى فى مقدمتها فى البداية :.
1- البترول :.
الأعتماد المتزايد على البترول من قبل الدول النامية والدول المتقدمة فى السنوات الأخيرة كان نتاج لعدة عوامل :.
1- أكتشاف مصادر وفيرة منه وخاصة فى الشرق الأوسط
2- أنخفاض أسعار البترول
3- سهولة نقله وتخزينه
4- عملية تكريره ينتج عنه أنواع متباينه من الوقود يمكن الأستفادة منها
وهذا الأعتماد المتزايد أدى الى أرتفاع أسعار البترول خلال عقد السبعينات من القرن ال20
فى ظل :.
1- سياسه منظمة الأوبك وهى الدول المصدره للبترول وهى الراغبه فى رفع الأسعار
2- الثورة الايرانية بأعتبار أن ايران من أكبر الدول المصدره للبترول
3- حرب أكتوبر 1973
الأمر الذى ادى فى النهاية الى ان الدول المصدره للبترول والتى تمتلك أحتياطى ضخم منه توافر لديها فائض كبير فى رأس المال وتبع فى ذلك ارتفاع فى متوسط نصيب الفرد من الناتج القومى والذى بلغ فى الكويت والامارات الى أكثر من 15 ألف دولار سنويآ عام 1979 لذا أبحت بعض الدول توضع فى فئة مميزه فى تصنيف البنك الدولى وقد اعتمدت هذه الدول على فائض رأس المال فى تمويل مشروعات التنمية الأقتصادية بها ولعل أبرز الأمثلة على التأثير القوى للتنمية الأقتصادية فى دول العالم الثالثهى نيجريا :. والتى كان أكتشاف البترول بها 1956 حافز قوى على التنمية الأقتصادية وبالفعل بحلول عام 1980 أصبح البترول وحده يشكل 95% من الصادرات النيجرية كانت تخص البترول فقط بما يوازى 80% من جملة عائدات الدولة
2- الفحم :.
على النقيض تمامآ من البترول فاذا كانت الدول النامية تمتلك كميات ضخمة من البترول فانها لا تمتلك سوى كميات محدودة من رواسب الفحم ولعل السبب فى ذلك أن الحقول الرئيسية للفحم موجودة فى العروض المعتدلة لذا تستأثر الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتى وأستراليا أكثر من 3\4 الأحتياطى العالمى للفحم أما كميات الفحم التى تخرج من دول العالم الثالث فهى تخرج من الدول التى قامت بتنمية حقول الفحم بها قبل عصر البترول مثل :. الصين والهند وكوريا وحتى عام 1978 كانت الصين والهند تحتلان المرتبة الثانية والسادسة على الترتيب بين دول العالم المنتجة للفحم والهند تنتج 28% من جماة الأنتاج العالمى للفحم وفقآ لعام 1978
مع ملاحظة :. أن هناك تباين فى معدلات الأستهلاك وتباين فى الفحم وربما يرجع ذلك الى أعتماد بعض الدول على أحد مصادر الطاقة التقليدية مثل البترول كما هو الحال بالنسبة لدول الخليج العربى ودرجة أنتا جها للفحم صفر
3- الطاقة الكهرومائية :.
تمثل مصدرآ أو موردآ من موارد الطاقة التى يمكن أن يمد دول العالم الثالث بجزء كبير من أحتياجاتها خاصة وأنها تمتلك أمكانيات ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية الا أنها لا تنتج سوى 4% فقط من الكمية المتاحة من الطاقة الكهرومائية ومن الأمثلة :. دولة أثيوبيا فهى تعانى من فقر كبير فى كل مصادر الطاقة والمورد الأساسى الذى يمكن أن يعتمدوا عليه فى توليد الطاقة هو الماء من الأنهار التى لديها والسبب لجوء بعض الدول النامية بانشاء سدود لاستغلال الطاقة المتاحة
4- مصادر أخرى للطاقة :.
الى جانب مصادر الطاقة التقليدية توجد مصادر أخرى من الطاقة مثل :.
الطاقة الشمسية – الطاقة النووية – طاقة الرياح – مصادر الطاقة البيولوجية
ولكن معظم هذه المصادر الحديثة غير موجودة وغير مستغلة فى معظم دول العالم الثالث لأنها تحتاج الى تقنيات عالية لا تستطيع الدول النامية شرائها من الخارج لأنها تتكلف تكاليف باهظة كما أن بعض هذه التقنيات لا تسمح بعض الدول المتقدمة على تصديرها خوفآ من أسرار توليد هذه الطاقة
*هل هناك أرتباط بين مصادر الطاقة ومواقع الأنشطة الأقتصادية ؟
قديمآ كانت مصادر الطاقة تعمل على جذب الأنشطة الأقتصادية بسبب ضعف وسائل نقل الطاقة والوقود ولكن مع التطور المذهل التى شهدته وسائل النقل والحركة أصبحت هذه العلاقة ضعيفة الى حد كبير وأصبح الأرتباط بينهم محدود بأستثناء بعض الصناعات مثل تكرير البترول
السيكشن الرابع
تابع التعدين والطاقة والصناعات التحويلية
ثالثآ التصنيع :.
لماذا الأتجاه نحو التصنيع ؟ وذلك لعدة أسباب وهى :.
1- ضعف الزراغة وعجزها عن الأسهام فى تنمية بلدان العالم الثالث فى ظل المشكلات الكثيرة التى تعانى منها الزراعة
2- قدرة الصناعة على توفير فرص عمل كثيرة تستوعب العمالة أو البطالة المسافرة التى تعانى منها بلدان العالم الثالث فى ظل أعتمادها على الزراعة
3- كون الصناعة تمثل المحدد الأول للتنمية فى الدول الصناعية الغنية حيث تشكل نحو 37% من جملة الدخل القومى فى الدول الصناعية الغنية وذلك الذى دفع البنك الدولى الى أعتبار حجم الصناعة معيار من معايير التميز بين الدول المتقدمة والدول النامية
4- ظهور العديد من الآراء الأقتصادية التى تحبذ الأتجاه نحو التصنيع كأساس للتنمية فى الدول النامية
ولعل من أهم هذه الآراء :.
رأى أطلق عليه التأثير الظاهر :.
والذى يقول أنه طالما أن التصنيع كان العامل الأساسى للتنمية فى البلدان الصناعية الغنية فلماذا لا تتجه الدول النامية الى التصنيع بأعتباره أساس التنمية فيها خاصة وأن الصناعة تساعد على :.
1- زيادة الأنتاجية الزراعية بسحب فائض العمالة منها فالأنتاج للفدان يوزع على 100 فرد فى ظل العمالة الزراعية
2- أنها توفر مصدر آمن للدخل أو للأقتصاد خاصة وأن الأنتاج الصناعى أقل تعرضآ للتذبذب
3- أن الصناعة تساعد على تنويع مصادر الدخل فى البلدان النامية مما يؤدى الى حماية الأقتصاد من خطورة الأعتماد على مصدر واحد فقط للدخل
4- وان الصناعة نوع من التظاهر بالأستقلال عن الدول الأستعمارية أقتصاديآ مثل الأستقلال السياسى
5- دور التصنيع فى حماية الدول أثناء الحروب مثل :. روسيا عندما نقلت التصنيع خلف جبال الأورال فى جانبها الأسيوى وبذلك قضت على ألمانيا
* لماذا لا توجد صناعة فى دول العالم الثالث ؟
لأنه يوجد قيود على التصنيع.
طالما أن للصناعة كل هذه المميزات السابقة فلماذا اذآ مستويات التنمية الصناعية المنخفضة سمة تميز بلدان العالم الثالث وذلك لوجود قيود على التصنيع
ولعل أهمها :.
1- الأستعمار القديم :.
حيث كانت الدول الأستعمارية تنظر لمستعمراتها على أنها أسواق لتصريف صادرتها ومن ثم لم تعمل على بناء صناعة جيدة فى هذه المستعمرات حتى لا تنافس صادرات الدول الأستعمارية
2- نقص فى مشروعات البنيه التحتيه :.
فمشروعات البنيه التحتيه التى قامت بها دول الأستعماركانت محدوده للغاية ولا تصلح لأستيعاب تنمية صناعية كبيرة أو واسعة وذلك فى الوقت التى تشكل فيه تكاليف مشروعات البنيه التحتيه أمرآ مرهقآ للأقتصاد
3- نقص فى رأس المال :.
فمعظم دول العالم الثالث هى دول فقيره ليس لديها فائض من النقد يسمح ببناء المصانع ومشروعات البنيه التحتيه المرتبطة بها من طرق على سبيل المثال ولا حتى توفير مصادر الطاقة والوقود اللازمة لها ولا حتى التقنيات التكنولوجية العالمية التى تتطلبها هذه الصناعة
4- خصائص السكان :.
وتتمثل فى أرتفاع معدلات الأمية وأنخفاض المستويات التعليمية والذى كان يشكل عقبة فى التصنيع فى دول العالم الثالث
5- السوق :.
ويتمثل تأثيره فى ضعف القدرة الشرائية للسكان فى ظل أنخفاض متوسط نصيب الفرد من الناتج القومى فى معظم البلدان
وهذه كانت القيود الأساسية التى أثرت على الصناعة فى دول العالم الثالث
* جذور التصنيع فى البلدان النامية :.
الصناعة فى دول العالم الثالث ليست حديثة جدآ وانما كانت لها جذور تمثلت أساسآ فى :.
1- التجهيزات الصناعية التى كانت تحدث للصادرات الزراعية والمعدنية مثال :. انتاج الحقول كان يصدر بعمل طريق بين الحقول والميناء وهذه من التجهيزات الصناعية
2- استطاعت بعض الشعوب القديمة فى دول العالم الثالث تطوير صناعات حرفية ولا سيما صناعة المنسوجات وصناعة السلع المعدنية مثال :. النحت على الخشب وهى صناعات حرفيه واعتبرت من جذور التصنيع
3- تأثير الثورة الصناعية أدت الى تقويد (القضاء) على بعض الصناعات الحرفيه التى كانت موجودة فى دول العالم الثالث ودفعتها نحو أستخدام الآلة ولكن فى الصناعات الخفيفة مثل صناعة الغزل والنسيج والصناعات الغذائية
4- الآراء الأقتصادية التى تحبذ الأتجاه نحو التصنيع كأساس للتنمية فى دول العالم
الثالث
* أسنراتيجيات التصنيع فى دول العالم الثالث :.
قامت الصناعة فى دول العالم الثالث بعد حصولها على الأستقلال أعتمادآ على عدة أستراتيجيات لعل أهمها ما يسمى ب :.
1-الاحلال محل الواردات :.
ويقصد بها الأعتماد على الذات فى انتاج العديد من السلع محليآ بدلآ من استيرادها من الخارج طالما أن امكانيات تصنيعها تتوافر فى الداخل كما هو الحال فى الصناعات الغذائية وصناعة الغزل والنسيج
2-الصناعات الثقيلة :.
ساعد التزايد السكانى أو زيادة عدد السكان فى دول العالم الثالث ومن ثم زيادة الطلب على العديد من السلع التى تنتجها الصناعات الثقيله وعدم توافر الفائض لأستيرادها من الخارج ساعد على تطوير بعض الصناعات الثقيله منذ وقت مبكر فى العالم الثالث من مصانع الحديد والصلب التى أقيمت فى البرازيل والهند
3-الأستثمار الأجنبى :.
بعض دول العالم الثالث التى لا يتوافر لديهل أمكانيات اقامة نشاط صناعى أو حتى لا تتوافر لديها صناعة محلية ولا فائض للأ ستيراد لجأت الى هذه الأستثمارات الأجنبية كشريك وكعامل أساسى لأقامة صناعة جيدة لديها مثل :. الأرجنتين مثلما باعت موريتانيا مصايدها لأسرائيل
* أنجازات التصنيع فى دول العالم الثالث :.
حققت الدول النامية معلات نمو عالية فى مجال الصناعة التحويلية نتيجة اجهودها فى التصنيع خلال السنوات الأخيرة وقد أستطاعت الصناعة تحقيق بعض التغير فى الهيكل الأقتصادى لمعظم الدول النامية عن طريق :.
1- زيادة أسهامه فى الدخل القومى الأجمالى
2- تقليل الأعتماد على الزراعة والصادرلت من المنتجات الأولية
ففى خلال الفترة من 1960 الى 1976 أسهمت الصناعة بحوالى 33% من الزيادة فى الصادرات لدى الدول النامية
ملحوظة :.
نسبة مساهمة الصتاعة فى الدخل القومى تتباين من دولة الى أخرى فى البلدان النامية فبينما ترتفع لتصل الى 30% فى بعض دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وتنخفض فى بعض الدول الأسيوية مثل بنجلاديش لتصل الى 15%
* سمات التصنيع فى الدول النامية :.
بصفة عامة عند تتبع برامج التصنيع فى دول العالم الثالث والتى أعتمدت فى الآونة الأخيرة على سياسة الأحلال محل الواردات يتضح لنا أن الصناعة فى الدول النامية أتسمت بصفتين رئيستين هما :.
1-سيادة نمط الصناعات الأستهلاكية :.
حيث أتجهت معظم دول العالم الثالث الى تصنيع السلع الأستهلاكية مثل المنسوجات والسلع الغذائية بدلآ من الخارج خاصة وانها تمثل أسهل أنواع الصناعات وأقلها مخاطرة فى التنمية مع ملاحظة تباين الدور الذى تلعبه مثل هذه الصناعات الخفيفه فى دولة الى اخرى وهى تشكل :.
- 4\5 الأنتاج الصناعى فى بعض الدول مثل بوليسفيا
- و1\2 الأنتاج الصناعى فى المكسيك
- وأقل من 1\3 الأنتاج الصناعى فى البرازيل والأرجنتين
2-صغر وحدات الأنتاج :.
من السمات الأخرى للتصنيع فى دول العالم الثالث صغر وحدات الأنتاج وهو ما يعكس :.
1- بقاء دلائل قوية للصناعات الحرفية التى تعتمد على أعداد قليلة من العمال وتقنيات محدودة
2- محدودية السوق التى لا تستوعب أنتاج الوحدات الصغيرة
وفى النهاية يمكن القول أنه على الرغم من التقدم فى مضمار الصناعة والمتمثل فى معدلات النمو الصناعى المرتفعة وتغييرالهيكل الأقتصادى بتوجيهه نحو الكفاية الذاتية ومازال العالم الثالث محدود الأهمية صناعيآ على المستوى العالمى ففى عام 1977 مثلآ اسهمت الدول النامية بنحو 9% فقط من أنتاج العالم الصناعى ومن المأمول زيادة هذه النسبة بدرجة كبيرة خلال السنوات القادمة