الجــــــــــزء الـــــــــــــــــــرابع..
رمضان فى مصر وآخر عهود الملكية ....
جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٨٧عن مقالة بعنوان [ مولانا استقبل أصحاب السعادة والأفندية أيضاً ]
المائدة الملكية يتوسطها فاروق عام 1941
دائماً ما كانت المآدب الملكية ممدودة وعامرة في رمضان يؤمها رجال الدولة وعامة الناس بمن فيهم الفقراء، وقد شهد عهد الملك فاروق العدد الأكبر من هذه الموائد التي تراوح الغرض منها ما بين، بروتوكول سياسي، وإطعام المساكين الذين سيلهجون بالدعاء لمولانا ولي النعم..
علي أي حال - وعلي هذه الصفحة الرمضانية القديمة جداً -سنتابع أماكن وتوقيتات هذه الموائد الملكية سواء التي التف حولها كبار رجال الدولة أو طوائف من عوام هذا الشعب، وفي رمضان الذي هل علي المملكة المصرية في عام ١٩٤١، تابعت مجلة «المصور» وقائع دعوة جلالة الملك فاروق لرجال القصور والخاصة الملكية لمائدة إفطار رمضانية، حفلت بما لذ وطاب.
أما عن مكان الدعوة فقد كان في قصر عابدين، ولكن لكي نركب عجلة الزمن، لنعيش ونتعايش مع هذه المناسبة الجليلة نعود لمجلة المصور في عددها الصادر في الرابع والعشرين من أكتوبر عام ١٩٤١م لنقرأ الوصف التفصيلي لهذه المائدة، تقول مجلة المصور: «كان كبار رجال القصر ممن يحظون بشرف المآدب الملكية في رمضان، وكان البروتوكول مقصوراً علي أصحاب المعالي والسعادة والعزة، فلم يغضب جلالته.
وتفضل جلالته بإقامة مأدبة عائلية في قاعة المآدب الكبري بقصر عابدين نال شرف حضورها أربعمائة موظف من أكبر درجة أي من أصحاب المعالي فنازلاً إلي الأفندية وموظفي الدرجة التاسعة وقد شملهم جلالة الملك جميعاً بعطفه الكريم. وقد سمح جلالته بالتيسير علي صغار الموظفين بأن يحضر جميع المدعوين بالثياب العادية الغامقة.
وكانت مأدبة فاخرة قدم فيها شراب البرتقال والسجائر ثم تلاهما الأصناف الآتية - حساء ساخن بالخضر، حمل بلدي بالخلطة، وفاصوليا بالدجاج، وديك رومي فاخر بالبطاطس وأرز مع لبن زبادي، وحلاوة بالقشدة وخُشاف وفواكه وقهوة. وقد أكل الموظفون هنيئاً مريئاً ونعموا بالعطف السامي، والرعاية الكريمة، وكانت هذه المأدبة مظهراً جميلاً وقدوة حسنة للرؤساء فيما يجب أن يكون بينهم وبين مرؤسيهم كباراً وصغاراً من عطف وتعاون ورعاية وجو عائلي.
ولم يشأ صاحب الجلالة أن يحرم من هذا العطف جميع من يتشرفون بخدمة السراي، فظفر الخدم والسائقون والجناينية بنفس الطعام الذي أكل منه الملك.
--------------------------------------------------------
مأدبة عشاء في قصر عابدين .. والضيوف من اليسار إلى اليمين كالتالي :
الشيخ مصطفى المراغي ( شيخ الأزهر ) وعن يساره الدكتور محمد حسين هيكل باشا ثم بعده بواحد هو مفتي اليمن ، ثم الأمير إسماعيل داوود ( قائد سلاح الفرسان ) ثم الملك فاروق ، ثم بعده بواحد محمود فهمي النقراشي باشا ( رئيس الوزراء .. واغتيل سنة 1948 ) - شريف صبري باشا ( خال الملك فاروق ) - عبد اللطيف طلعت باش
***********************
إذاعة رسالة حضرة صاحب الجلالة الملك المحبوب إلي شعبة المخلص، ليهنئهم بحلول شهر رمضان المبارك، خرجت تلك الكلمات من المذياع.
«شعبي المحبوب.. الليلة نستقبل شهر رمضان المبارك فرحين بما آتانا الله من نعمة الدين وعزة الوطن، فإليك الكريم تهنئة صادرة عن قلب يفيض إيمانا بالله، وحبا لرسوله، ورعاية لك وثقة بك، وعطفا عليك.
يقول الله تقدمت ذاته، وتعالت صفاته : «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
وامتثالا لأمره جل شأنه أذكر نفسي وإخواني المسلمين بالاعتصام بالصيام، ففي الصوم تهذيب للنفس ورياضة لها علي احتمال المكاره، وعلي الصبر الذي هو من أكبر الأخلاق المقومة لحياة الأمم ومجدها، وفيه كف لليد واللسان عن الطغيان والعدوان والكذب والبهتان.
وأنه ليشرح صدري في هذه الليلة المباركة أن اسأل الله جلت قدرته أن يمدنا بعنايته، وأن يجعل مجهوداتنا القومية مقرونة بالتوفيق وأن يعلي دينه وأن يعلي قدر الوطن قدر سبحانه، نعم الهادي ونعم المعين.. وسلام الله وتحيته عليكم أجمعين».
ما كاد الناس ينتهون من إفطارهم حتي خرج من لا يمتلك آلة راديو إلي المقاهي أو البيوت التي فيها آلة إذاعة فازدحمت الأماكن العامة والشوارع القريبة منها وزادت المقاهي بهذه المناسبة فجعل الناس ينتظرون بفارغ الصبر حلول الميعاد المحدد لإعادة إذاعة الكلمة، التي تفضل جلالة الملك بإلقائها في الراديو مهنئا بها شعبة الوفي بشهر رمضان الكريم.
وما كاد المذيع يعلن انتقاله إلي قصر المنتزه العام ليتفضل جلالة الملك بإلقاء كلمته، حتي ساد هذه المجتمعات صمت عظيم أرهفوا أسماعهم واتجه الجميع بقلوبهم وأفئدتهم إلي مصدر الصوت، وبعد برهة سمع الناس الصوت الكريم، فعم السكون الأرجاء حتي إذا انتهي جلالته من إلقاء كلمته، تعالي هتاف الناس في أنحاء المدينة بحياة جلالة الملك الكريم الذي لا ينسي أن يشارك شعبه في جميع مناسباتهم حفظ الله جلالة الفاروق وأطال بقاءه.
*****************************
جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الاثنين ١ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٥ عن مقالة بعنوان [ الإسكندرانية احتفلوا مع الملك في «رأس التين».. وبدلوا ليل رمضان بنهاره ] كتب إبراهيم الخضري ١/١٠/٢٠٠٧
عندما انطلقت قذيفة مدفع الإفطار في أول أيام رمضان، سلطت الأنوار الكشافة علي قصر رأس التين، قيدت معالم جماله، وبعد الإفطار بدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون علي القصر العامر ليستمعوا، في أول أيام الصوم، إلي القرآن الكريم، وهو يذاع من القصر كل عام.
وقد نشرت مجلة «المصور» في عددها الصادر بتاريخ ٢٣ يونيو ١٩٥٠ الموافق الثامن من رمضان ١٣٧١هـ، تفاصيل الحفل، وقد أقيم سرادق علي مقربة من القصر لاستقبال الذين يريدون أن يستمعوا إلي الذكر الحكيم، وقد ذهب سرب من السيدات إلي السرادق، رغبة في الاستماع إلي القرآن،
ولكن قيل لهن إن التقاليد لا تعرف ذلك، فاكتفين بالجلوس علي الحشائش قريباً من السرادق، وبعد لحظات أقبل فريق من جنود الجيش المصري المعسكرين في ثكنات مصطفي باشا، علي هيئة «طوابير» ثم اتخذوا أماكنهم داخل السرادق، ويتسع السرادق لخمسة آلاف شخص ويمتلئ كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات.
وقد أمر جلالة الملك بإقامة مائدة إفطار ملكية، دعا إليها الأمراء والوزراء ورجال الأزهر والسلك السياسي المسلمين ورؤساء ووفود جامعة الدول العربية، وأقيم سرادق كبير في حديقة القصر علي قرب من «السلاملك» ثم تفضل جلالة الملك فصافح مدعويه بيده الكريمة، بعد أن حياهم وهو يدخل السرادق بقوله: «كل عام وأنتم بخير»،
وقد سمح لأعضاء وفود جامعة الدول بأن يشهدوا المائدة بملابسهم العادية، فكانت مفاجأة كريمة لهم. وفجأة انقلب الجو وهب نسيم بارد من البحر، وكان بعض المدعوين يرتدون ملابس الصيف الخفيفة، فأحسوا بهذا التغيير فأسرعوا بعد الإفطار ينشدون شيئاً من الدفء.
وإذ أذن المؤذن أدير علي الحاضرين «شراب الورد» ووضع النحاس باشا بضع قطرات من الدواء في كوب، وقد تمني له الحاضرون الشفاء.
وبعد أن انتهي المدعوون من تناول الإفطار ووقف جلالة الملك، وقال لضيوفه: «كل عام وأنتم بخير، وأرجو أن تشعروا بأنكم في بيوتكم».. وتم انصراف جلالته وأخذ الحاضرون يتناولون القهوة والسيجار، وقد أم الأمير عبدالكريم الخطابي بعض المدعوين، وأم الشيخ أبوالعيون غيرهم في ركن آخر من أركان السرادق.
ولم ينس رجال القصر أولئك الذين ساروا في خدمة كبار المدعوين وهم سائقو السيارات، وأقيمت لهم مائدة أخري، يتناولون عليها الطعام ثم انتقلوا إلي السرادق، حيث يستمعون إلي آيات الذكر الحكيم.
***************************************
الملك فاروق فى السيدة زينب وجامع عمرو فى الجمعة اليتيمة
المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٥ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٩ عن مقالة بعنوان
[ المليك مع شعبه في الجمعة اليتيمة في جامع عمرو بن العاص ] ٥/١٠/٢٠٠٧
[ فاروق عام 1941 فى الجمعة اليتيمة]
خرجت مجلة المصور في الرابع والعشرين من أكتوبر عام ١٩٤١، وهي تقدم متابعة مصورة للشعائر الدينية الرمضانية التي شارك فيها الملك فاروق في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان، وهي الاحتفالية التي شاركت فيها طوائف من الشعب، ورجال القصر وأفراد العائلة المالكية، رجالا ونساء،
وجاءت التغطية تحت عنوان «المليك وشعبه في صلاة الجمعة اليتيمة وكان الملك فاروق قد أدي صلاة الجمعة في مسجد السيدة زينب وخرج أهل الحي لتحية الملك علي جانبي الطريق وقد وصفتهم المجلة تحت عنوان «الوجوه المستبشرة» بقولها «خف أهل الحي الزينبي لاستقبال المليك والتمتع برؤية موكبه في ذهابه وإيابه إلي المسجد وها هي طائفة من سكان الحي، اصطفت علي الرصيف تتطلع للموكب الملكي، وقد استبشرت الوجوه برؤية مليكها المحبوب فانفرجت الأسارير وابتسمت الشفاة».
كان طبعا في انتظار الملك هناك حسن حسني بك سكرتير الملك، ومحمد بك البابلي مدير الأمن العام والصادق المجددي وزير الأنفاق، ونوري السعيد وزير العراق، وإبراهيم الدسوقي أباظة وزير الشؤون الاجتماعية ورئيس الأركان الفريق إبراهيم عطالله باشا، وحسن سري رئيس الوزراء.
المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٥ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٩ عن مقالة بعنوان [ الجمعة اليتيمة
تجعل من الملك فؤاد ديمقراطياً ] كتب إبراهيم
عطية الخضري
الجمعة اليتيمة في رمضان كانت تحظي باهتمام الملك والشعب وكان آخر مواكب ملوك مصر بالخيول المطهمة والعربات الفاخرة ثم أصبحت المواكب بعد ذلك من السيارات وحولها الموتوسيكلات وكان الشعب يخرج للفرجة علي الموكب الملكي عند افتتاح مجلس النواب وإلقاء خطبة العرش
وفي احتفال صلاة الجمعة اليتيمة في رمضان في جامع عمرو بن العاص وكما قال عبدالمنعم شميس في كتاب «القاهرة قصص وحكايات» إن خيالة الحرس الملكي تتقدم الموكب وتسير حوله وتتعقبه في نهايته فرسان مختارون طوال القامة ويتمتعون بالوجه الحسن ويحملون علي أكتافهم زرد الحديد وتقوم ثمانية خيول بجر العربة الملكية ومع كل حصان يجري سائسه حافي القدمين.
وتكون العربة مغلقة ولها نوافذ من الكريستال ويجلس بها الملك فؤاد وخلفه سعيد باشا ذو الفقار كبير الياوران ثم ت
ليها عربات رئيس الوزراء والوزراء والحاشية الملكية وكان الهدف من حفلة افتتاح البرلمان بمظاهرها وفخامتها تريد إقناع الشعب بأن الملك ديمقراطي والملك كان يرتدي الملابس الرسمية المذهبة ويحيي الشعب برفع يده اليمني إلي حافة طربوشه والطرابيش الحمراء كانت تزين الموكب حيث كان يرتديها الضباط والفرسان علي ظهور خيولهم فتضفي علي المشهد كله جمالاً رائعاً.
وتحرك الموكب من باب القصر عندما يضرب البروجي ثم ينزل العلم من فوق السادية إيذانا بخروج الملك ومن التقاليد أن يرفع العلم فوق القصر ما دام الملك موجوداً بداخله وينزل العلم عندما يغادر الملك.
**********************************
المصرى اليوم تاريخ العدد الاثنين ٨ اكتوبر ٢٠٠٧ عدد ١٢١٢ عن مقالة بعنوان [ بـ«الصور»..
رحلة عائلة لتناول الإفطار من المطعم
الخيري للملك ] كتب سماح منير ٨/١٠/٢٠٠٧
[ أسر فقيرة تتناول إفطارها في مطعم الملك فاروق الخيري]
ونشرت مجلة «المصور» في عددها الصادر بتاريخ ٣ أكتوبر عام ١٩٤١ بعض الصور التي التقطتها عدسة المجلة تصف رحلة أسرة فقيرة للذهاب إلي المطعم وتناولهم حصتهم من الغذاء وأخيرا إفطارهم في منزلهم.
تعليق المجلة علي الصورة الأولي يبين وقوف الأسرة أمام المطعم: «أقبلت الأسرة علي مطعم فاروق وتحمل «الحلة» الفارغة وتخلف الزوج وطفلاه ليتسلموا الطعام»، وفي الصورة الثانية «نالت الزوجة ملء حلتها من الخبز وهي ثمانية أرغفة كاملة»،
وعلقت علي الصورة الثالثة: «أثناء رجوعهم إلي المنزل صارت الأسرة في طريقها إلي المنزل والزوجان فرحان وقد فضلت الزوجة أن تحمل الطعام كله بدلا من أن ترهق طفلها بحمل الخبز في السلة الفارغة المعلقة بيده».
وفي الصورة الأخيرة كانت للأسرة وهي تتناول طعام الإفطار بعد وصولهم إلي دارهم وانطلق المدفع مؤذنا بساعة الإفطار ويأكلون في سرور.
**********************************
* في أحد أيام الأسبوع قبيل موعد الإفطار بقليل فوجئ آل سلطان بزيارة صاحب الجلالة الملك فاروق قادما بسيارته الخاصة وكان يسوقها بنفسه وأبلغ الخبر في الحال إلي ربة المنزل صاحبة العصمة عنايات هانم سلطان.
وطاف جلالته بغرف الدار مشاهدا ما فيها من تحف ثمينة ولوحات قيمة حصل عليها سلطان باشا من أوربا وتركيا وحان موعد الإفطار فأمر جلالته الخدم فأحضروا من سيارته كيسا صغيرا من الورق به بضع بلحات أفطر جلالته ثم طلب كوبا من الماء فشربه ودعا أصحاب الدار جلالته لتناول الإفطار.
* مولد سيدي الوفائي
أقام حضرة ماهر أفندي حسن فراج متعهد الصحف والمجلات بالقطر المصري احتفالا شائقا في الساعة الثامنة من مساء يوم السبت 13رمضان سنة 1938 إحياء لمولد سيدي عبد الرزاق الوفائي بشارع الوفائي في الإسكندرية وأعد لذلك سرادقا فخما فسيحا بجوار المسجد,وشرف الحفلة صاحب السمو الأمير عمر طوسون ولفيف من كبار رجال الدولة وأحيا الحفلة المقرئ كامل النجار.
المراجع: مجلة الشعلة 1938
************************
ومع رمضــــــــان زمــــــــــــان ... فى مصرنا الحبيبة ...وعبر العصور المختلفة
نتعرف وصفحات من تاريخنا كان لها رونقها فى حينها ...وما يزال أريجها الفواح
يأسرنا بعذب الذكريات ...فلكل وقت رونقه وبصمته التى حفظها التاريخ
وطوى عليها صفحاته ...ولكنها لم تزل علامة واثرا باقيا
فى تاريخنا المعاصر
************
ومع جديد فى رمضـــــــان ايـــــــام زمــــــــــان
دائما لنا لقاء ..بإذن الله تعالى ومشيئته
**********
ورمضــــــــــــان كريــــــــــــــم