بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
_ فى يوم من الايام أستدعى الملك وزرائه الثلاثه وطلب منهم أمر غريب
طلب من كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب الى بستان القصر وأن يملئ هذا الكيس للملك من مختلف طيبات الثمار و الزرع كما طلب منهم أن لايستعينوا بأحد فى هذه المهمه وأن لايسندوها الى أحد آخر
أستغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيس و أنطلق الى البستان
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضى الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل و أجود المحصول و كان يتخير الطيب و الجيد من الثمار فى ملئ الكيس
أما الوزير الثانى فقد كان مقتنع بأن الملك لايريد الثما ولا يحتاجها لنفسه و أنه لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل و أهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملئ الكيس كيف ما اتفق
أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس اصلا فملئ الكيس بالحشائش و الأعشاب و أوراق الأشجار
وفى اليوم التالى أمر الملك أن يؤتى الوزراء الثلاثه مع الأكياس التى جمعوها
فلما اجتمع الملك بالوزراء أمر الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثه ويسجنوهم على حدة كل واحد منهم مع الكيس الذى اجمعه امدة ثلاثة أشهر فى سجن بعيد لا يصل أليهم أحد كان و أن يمنع الأكل والشراب عليهم
فأما الوزير الأول أخذ يأكل من طيبات الثمار التى جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثه
و أما الوزير الثانى فقد عاش الشهور الثلاثه فى ضيق و قلة حيله معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التى جمعها
و أما الوزير الثالث فقد مات جوع قبل أن ينقضى الشهر الأول
وهكذا أسأل نفسك من أى نوع أنت
فأنت الأن فى بستان الدنيل لك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبه أو الأعمال الخبيثه
و لكن غدا عندما يأمر ملك الملك الله سبحانه و تعالى أن تسجن فى القبرك
ففى ذلك السجن الضيق المظلم او حدك ماذا تعتقد سوف ينفعك سوى طيبات الأعمال التى جمعتها فى حياتك الدنيا
أحبابى فى الله \ لنقف الآن مع أنفسنا و نقرر ماذا سنفعل غدا لكى ينفعنا فى قبرنا