أصـحـي يــانــايــمـ وحّــــد الــدايـــمـ
تــاتـــراتـــاتــــا
الـمـسـحــراتــي
مهنة عرفها المسلمون منذ عهد النبي "صلى الله عليه وسلم"عندما كان يطوف (بلال بن رباحـ) رضي الله عنه في شوارع المدينة لإيقاظ الناس ..
حتي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن بلال ينادي بالليل، فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم لصلاة الفجر " كما قال الرسول الكريم
وفي مصر أول من قام بمهمة إيقاظ الناس للسحور هو الوالي (عنتبة بن اسحق) سنة 832هـ ،
وكان يسير علي قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط مصر القديمة وحتي مسجد عمرو بن العاص تطوعا وهو ينادي «عباد الله تسحروا» فإن في السحور بركة
ومنذ تلك الفترة أصبحت مهنة المسحراتي في مصر تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالي بنفسه وتطورت الأشكال التي يؤدي بها المسحراتي عمله.
وفي العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرا شعبيا يسمى «القوما» طوال ليالي رمضان
وربما كان ذلك عائدا الي ازدهار فن الشعر في هذا العصر أما بداية ظهور الإيقاع أو الطبلة في يد المسحراتي
فكانت في مصر حيث كان المسحراتي يجوب شوارع القاهرة وأزقتها وهو يحمل طبلة صغيرة ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب
وغالبا ما كان يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضيء له الطريق وهو يردد نداءاته المميزة اصحى يا نايم وحد الدايم
أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب الى التنغيم منه الى الحديث ثم يقول « أسعد الله لياليك يا فلان،
ويذكر اسم صاحب المنزل الذي يقف أمامه وغالبا ما كان يعرف أسماء جميع الموجودين في المنزل من الرجال ويردد الدعاء لهم واحدا واحدا
ولم يكن يذكر اسم النساء إلا إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج فيقول أسعد الله لياليك يا ست العرايس.
وفي العصر المملوكي كادت مهنة المسحراتي تختفي تماما لولا أن الظاهر بيبرس أعادها وعين أناساً مخصوصين للقيام بها
وقد شاركت النساء في عملية التسحير
ففي العصر الطولوني كانت المرأة تقوم بإنشاد الأناشيد من وراء النافذة شريطة أن تكون من صاحبات الصوت الجميل
وتكون معروفة لدي لجميع سكان الحي الذي تقطن فيه كما أن كل امرأة مستيقظة كانت تنادي علي جاراتها.
وفي الريف والقرى فكان «العمدة» هو الذي يتولى بنفسه مهمة إيقاظ أهلال قرية للسحور
أو يتولى تقسيم شوارع القرية على عدد من المسحراتية ويبدأ كل منهم العمل ابتداء من ليلة رؤية هلال رمضان وحتى ليلة عيد الفطر
وهي الليلة التي يبدأ فيها المسحراتي التردد على جميع المنازل ليس بهدف التسحير
ولكن للحصول على أجره الذي غالبا ما يكون بعض المال أو كعك ولحوم العيد.
وفى منتدنا منتدى Mesa7a سوف يتولى «محمود» (elodo) وظيفة المسحراتى وسوف يستخدمـ أفضل الأساليب ليرقى بهذه المهنة .
وتختلف عادات وطريقة التسحير من بلد إلى آخر
فأهل اليمن كانوا يتسحرون بدق الأبواب بأيديهم والاكتفاء بالتنبيه على حلول موعد السحور،
بينما يتسحر أهل الشام بالضرب على الطبل أو بضرب النقير خمس أو سبع مرات ويتشابه أهل المغرب مع أهل الشام في هذا.
ومع معرفة الكهرباء واستخدامها تقلص دور المسحراتي
حيث بدأ الناس يسهرون ليالي رمضان في المقاهي أو أمام التليفزيون
لدرجة أن المسحراتي راح يدون في مفكرة صغيرة أسماء الأشخاص الذين يقبلون أن يتولى مهمة تسحيرهم
ثم يبدأ في النداء عليهم دون غيرهم ولكن المسحراتي ما كان ليقبل الهزيمة أمام وسائل الإعلام
فاستمر في عمله وجذبت فكرة «المسحراتي» عددا كبيرا من الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد والفنان الراحل سيد مكاوي
الذين نجحوا بالفعل في أن ينقلوا المسحراتي من الشارع الي شاشة التليفزيون وميكروفون الإذاعة
ليستخدموا أحدث تقنيات الاتصال في تسحير الناس، ولكن مهنة المسحراتي نفسها أصبحت أشبه بالتراث أو الفلكلور الشعبي
وإن كانت هناك بعض الأصوات المسحراتية مازالت تجوب شوارع الريف والأحياء الشعبية في إصرار كبير على المقاومة
خاصة وأنها تجد من يتقبلها ويعتبرها من أهم المهن والمفردات الرمضانية المميزة للشهر الكريم.
أن شاء الله انتظرونا فى أول ليالى السحور