يعرف علم المساحة بأنه علم أو فن تعين المواقع المختلفة لتمثيل سطح الأرض وما عليه من ظاهرات طبيعية أو بشرية وتوقيعها علي الخرائط بمقياس رسم مناسب أو أنشاء نقاط فوق أو أسفل سطح الأرض تم تحديدها مسبقا علي الخريطة وأن عملية مسح لجزء من سطح الأرض تعني تمثيل هذا الجزء في المستويين الأفقي والرأسي وبالتالي أظهار التضاريس والتفاصيل الطبيعية كالجبال والسهول والأودية والأنهار والغابات ......., .......... , الظاهرات الأصطناعية مثل المباني والطرق والمساحات والجسور والحدائق ويمكن تعريف المساحة إيضا بأنها علم أو فن قياس المسافات الأفقية والرأسية وما بينها من زوايا لتعيين النقاط سواء أعلي أو أسفل سطح الأرض . وتستند المساحة في قيامها بهذا الدور علي عمليتين أساسيتين الأولي الأعمال الميدانية التي تهدف إلي القياسات للمسافات والزوايا والمناسيب بالأجهزة المساحية المختلفة سواء في عمليات الرفع أو التوقيع والثاني الأعمال المكتبية ويتم فيها علي العمليات الحسابية والرسم اللازم بالأستعانة بالحسابات الألكترونية وأدوات الرسم المختلفة بهدف انتاج الخرائط اللازمة .
وتعتبر المساحة بمثابة الأداة الأولي للجغرافي حيث تساعد المساحة الجغرافي في دراسة منطقة معينة ليس لها خرائط دقيقة حيث يقوم بعمليات الرفع وتوقيع الظاهرات التي لم توقع علي الخرائط من قبل هذا و بمساعدة المهندس المدني والمهندس الزراعي والمتخصصون في العلوم العسكرية أي أن علم المساحة بالنسبة للجغرافي هو أهم طريق للوصول إلي الهدف الأساسي للجغرافي وهو أنتاج الخريطة حيث أن الخريطة هي الهدف النهائي للعمليات الحسابية والمساحية ومن هذا فأن الجغرافي دائما يجد نفسه في أمس الحاجة إلي الألمام ببعض العمليات المساحية البسيطة كي تستكمل ويصحح ما تحت يديه من خرائط.
ويرجع تاريخ علم المساحة إلي قدماء المصريين حيث يعتبر قدماء المصريين أول من أستخدم علم المساحة حيث أقتصرت أعمال المساحة في ذلك الوقت علي تقسيم الأراضي إلي قطع محددة يسهل التعامل معها في جميع الضرائب وكان يطلق علي العاملين بهذا المجال في هذا الوقت بـ ( شادي الجبال ) Ropr – stretchers لأستخدامهم الحبال المدرجة في القياسات وفي القرن الثاني قبل الميلاد ظهر عالم يوناني شهير هو ( هيرون Heron ) حيث أصدر هذا العالم عدة مقالات هامة تناولت ربط أعمال المساحة الحقلية بمستلزمات الرسم والحساب وعرضت وصف دقيق لأول جهاز مساحي عرف في هذا الوقت وكان يسمي ( Diopter ) .
وكان للعرب مساهمة كبيرة في علم المساحة وخاصة في القرن العاشر الميلادي بالأضافة إلي محافظتهم علي منجزات اليونان والرومان التي كانت مهددة بالأندثاركما أخترعوا جهاز الإسطرلاب Astrolabe وهوعبارة عن قرص دائري مدرج بدرجات منفصلة وفي وسطة أداة تسديد تمكن معرفة أرتفاع الشمس وخطوط العرض ثم شهد القرن الثامن عشر والتاسع عشر طفرة كبيرة لمجال المساحة وظهور أهميت هذا المجال في هذه الفترة للحاجة إلي الخرائط والقياسات ونظرا للزيادة المضطرة في قيمة الأرض وبالتالي ضرورة تقسيمها وشق الطرق والسكك الحديدية وأقامة مشروعات الري والسدود ومختلف أعمال التشييد والبناء والتعمير بالأضافة لأعمال التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي والمتطلبات العسكرية من قياسات وخرائط دقيقة وأخيرا برامج القضاء وما يتطلبه من تحديد نقاط ضبط أرضية لغرض توجيه الصواريخ والمركبات الفضائية كل هذه المتطلبات أدت إلي حدوث ثورة في مجال المساحة وأختراع الأجهزة الحديثة لقياس المسافات الألكترونية ( EDM ) Electronic Distance Measurine
وأجهزة البنود Laser Devices وعدسات التصوير الجوي Aerial camera
هذا بالأضافة إلي البرامج الألكترونية التي تعالج الصور الجوية والمرئيات الفضائية لأنتاج الخرائط .
المراجع:
- أحمد أحمد مصطفي : الجغرافية العملية والخرائط – الأسكندرية 2000
- ................... : الجغرافية العملية والخرائط – الأسكندرية 2006
- علي شكري : المساحة المستوية والمائية – الأسكندرية 1987
- محمد فريد فتحي : المساحة للجغرافيين – الأسكندرية 2000
- فتحي عبد العزيز أبو راضي: المساحة والخرائط – الأسكندرية 1998
- يوسف صيام أصول في المساحة – عمان 1983
أعداد
محمود هارون
2007-2008
