بسم الله الرحمن الرحيم
بص كدا معايا ياسامو عشان تتأكد هل اللي كتبته دا صحيح ولا لاء ؟
الحمد للهِ والصلاةُ والسلام على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...
تنتشر في المنتديات الحوارية والقوائم البريدية قصصٌ منسوبةٌ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم أو إلى غيره من الصحابة والتابعين
ومن تلك القصص المشهوروالشهرة لا تعني الصحة قصة علقمة مع أمه ، والتي يستدل بها على عقوبة عقوق الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيـــم
حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة ، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يارسول الله بحاله .
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم : عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة ، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ، ولسانه لاينطق بها ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل من أبويه من أحد حيّ ؟ قيل : يارسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك . قال : فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه .
فتوكأت ، وقامت على عصا ، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى : كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يارسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ؟ قالت :يارسول الله أنا عليه ساخطة ، قال ولما ؟ قالت : يارسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ، ويعصيني ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يابلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يارسول الله وماتصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك . قالت : يارسول الله ولدى لايحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال ياأم علقمة عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه ، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة ، فقالت : يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة .
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنطلق يابلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءاً مني ، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله . فدخل بلال وقال : ياهؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ، ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه ، وحضر دفنه . ثم قال: على شفير قبره ( يامعشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها . فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها )
أولاً : القصة بهذا السياق وبهذا التفصيل شائعة عند كثير من الناس ، ويتدالونها فيما بينهم عند حديثهم عن " عقوق الوالدين " تارةٍ ، أو عند " حسن الخاتمة " تارة أخرى ، وهي بالسياق المذكور لا أصل لها في دواوين السنة ، وإنما لها ذكر ووجود باختصار ، ولكن لا يفرح الحريص على دينه بهذه الأسانيد .
ثانيًا : من الكتب التي ذكرت القصة بالسياق الذي ذكرته في مقالك كتاب " الكبائر " للذهبي في طبعة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة – رحمه الله - ، ولكن بعد التحقيق في النسخة المخطوطة ليس لها وجود فيها ، ومثل هذه الكذبة لا تنطلي على عالم مثل الإمام الذهبي – رحمه الله -
ثالثاً : أخرج عبد الله ابن الإمام أحمد في " المسند " (4/382) : " وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَاهُنَا غُلَامًا قَدْ احْتُضِرَ ، يُقَالُ لَهُ : " قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ؛ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا . فَقَالَ : " أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُها فِي حَيَاتِهِ ؟ " ، قَالَ : " بَلَى " ، قَالَ : " فَمَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ ؟ " ( فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ) ، فَلَمْ يُحَدِّثْنَا أَبِي بِهَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ ، ضَرَبَ عَلَيْهِمَا مِنْ كِتَابِهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أوَ كَانَ عِنْدَهُ مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ " .
رابعا : لم يرد في أي رواية من الروايات – وهي المسندة لهذه القصة ، على الرغم من ضعفها - تسمية الشاب بعلقمة ، ولم يرد أنه كان يفضل زوجته على أمه ، ولم ترد التفصيلات الدارجة على ألسنة العوام في أي مصدر من مصادر السنة المسندة .
خامسا : الخلاصة : هذه القصة لم تثبت ، ولا يوجد لها إسناد صحيح ، فلا تحل روايتها ، ولا إذاعتها في مجلس أو خطبة ، أو تدوينها في كتاب أو سفر أو رسالة ، ومن يفعل ذلك فإنه يعمل على نشر الأحاديث والقصص الواهية ، وفي صحيح السنة وآي الكتاب في بابتها ما يغني .ا.هـ. كلام مخرج القصة بتصرف .
• المصدر : ملخصا من قصص لا تثبت - الجزء الثالث 21 - 30 ، تأليف أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
صدقني انا مش قصدي أغلطكـ انت بس انا جيبتلك الدليل ومش انا اللي كاتبة الكلام دا ، حتى حطيتلك المصدر