كيف لنهر ان يحفر فى الارض 1.5 او 2 كم

[Mohamed Rekaby]

لقد وقفوا العلماء حائرين امام تلك الظاهره وهى كيف لنهر ان يحفر فى الارض 1500 متر ليصنع صدع جراند كانيون



يوجد صدع جراند كانيون فى ولايه اريزونا فى الولايات المتحده الامريكيه و يتمتد تلك الصدع 450 كم طولا و عرضه 30 كم و عمق 1.5 كم فهو احد اعمق الصدوع على سطح الارض ويمكن رؤيته من الفضاء

لقد قدم نهر كولورادو منذ نحو بليونى سنه من تاريخ كوكبنا وخلال خمسه ملاين سنه كشف طبقه بعد طبقه من الزمن الجيولوجى و كلما تعمقت نزولا كلما رجعت بالزمن الى الوراء حيث الاعلى الصخور الاحدث و فى الاسفل الاقدم عمرا

فى الاعلى يوجد متحجرات تقف شاهدا على بحر فى القدم و فى الاسفل بقايا سلسله جبليه قديمه

يعتبر عالم الجيولوجيا بروفيسور كارل كارلستروم " جامعه نيومكسيكو" واحد من احدى خبراء الوادى الذى يبلغ 1500 متر و يقول هذا الوادى يكشف عن ما كان عليه الجنوب الغربى من الولايات المتحده منذ بليونى سنه فالجزء الاسفل بقايا سلاسل جبليه يعود تاريخها الى 1.700 مليون سنه والدليل على ذلك ان المعادن الموجوده فى الصخور التى تتغير تحت الضغط التى تتعرض له و هذا يجبرها على التقبل المزيد من الكالسيوم
والذى ادى الى وجودها فى الاسفل عوامل التعريه التى نحتت الاجزاء العليا منها منذ 500 مليون عام وتسمى هذه الجبال جبال فيشنا

وبسبب التغيرات التى طرأت على سطح الارض فكان هناك بحر كريتاشيوس و غطاه امريكا الشماليه حوالى 80,90 مليون سنه و امتد من كينساس فى الشرق الى نيفادا فى الغرب و من المكسيك فى الجنوب الى القطب الشمالى شمالا

وغطاه هذا البحر جبال فيشنو بصخور رسوبيه بعلو 3 كم

دور الالواح التكتوينه فى تكوين جراند كانيون

منذ 130 مليون سنه بدات لوح المحيط يصتضم بلوح امريكا الشماليه من ناحيه الغرب


وبعد مرور عشرات ملاين من السنين تزايد سمك القشره القاريه سمكا وتتعرض للضغط الشديد بينما تغوص صفيحه المحيط للاسفل ارتفعت صفيحه امريكا الشماليه الساحليه الى الاعلى تدريجيا




وعندما ترتفع الارض يتراجع البحر ويتكون اليابس التى نراها اليوم








ونتيجه للصهاره وتيارات الحمل دفعت الصهاره الى الاعلى فكونت جبال الروكى فى الشمال





اما فى الجنوب ازداد ارتفاع جبال موجولون






و ارتفعت هضبه كولورادو حوالى 1.5 كم ورفعت فى مكان قاع البحر للمكان الذى نراه فيه اليوم لترتفع حوالى 2 كم عن سطح البحر



ولكن فى ذلك الوقت التى كانت ترتفع الارض فيه كان هناك قوه اخرى تعمل وهى الانجراف فكان النهر ياكل الصخور التى تعترض مجراه
اذا كانت قوى الانجراف هى العامل الاساسى فى تكوين هذا الوادى فما هو النهر الذى حفر هذا الوادى فالنهر الذى جرف الصخور الموجوده غرب جراند كانيون جاف فما حدث له
بينما كان ينجرف الحصاه و يتكدث فوق بعضه ترك وجه سيره

وكل هذه الادله تدل على وجه انسياب النهر كانت شمال شرق اى عكس وجته الحاليه
ليس هذا فقط بأن الماء كان ينساب فى الاتجاه المعاكس بل كان ينساب فى مجرى اخر على بعد سته كيلو مترات ونصف من موقعه الحالى و المجرى القديم جاف ماذا حدث اذا




منذ حوالى 20 مليون سنه راحت صفيحه المحيط تتجه شمالا قياسا على موقع امريكا الشماليه واخذت الحراره ترتفع تحت هضبه موجولون جنوب غرب الوادى و بدات قشره الارض تتمدد




ونتج عن ذلك هبوط مرتفعات موجولون الاف الامتار وظهرت اوديه هائله الاتساع والعمق و يطلق عليها العلماء اليوم اقليم الاحواض والمرتفعات





و وضح عالم جيولوجى اسمه واين رانى ما حدث متمثل فى حجاره الدومينو " عندما تميل احدى حجر الدومينو فتتأثر باقى الحجاره " وذلك ما حدث تأثرت باقى الصدوع
مالت المنطقه ثم انهارت و احدث الانهيار طبوغرافيه جديده للمكان و من قبل كان هناك مناطق عاليه تصل الى عده الاف من الامتار الى الجنوب من هضبه كولورادو و لكن بعد الانهيار انخفضت حوالى 700 متر, كان هذا قطعه مهمه من فك الاحجيه الجيولوجيه العلميه فالنهر غير اتجاه مجراه لان تضاريس المنطقه تغيرت بالكامل هى الاخرى

ولكن النهر كان على بعد 6.5 كم من الوادى ,حفرت هذه الانهار القديمه الوديان ولكن ليس المكان الذى يوجد به الوادى اليوم ولا بهذه الضخام ولا هذا الاتساع
ـ فى الجزء الاسفل من نهر كولورادو بحوالى 200 كم قبل دخول النهر خليج كاليفورنيا وجدوا العلماء متحجرات صغيره ولقد درست د.كريستين ماك دوجل من المهد الامريكى للمسح الجيولوجى هذه المتحجرات وهى تدع المنخريات او المثقبات و هى تشبه ذرات الغبار و هي صغير جدا لدرجة ان مئه منها يقارب ذره ملح




وهى انجرفت مع مياه النهر الذى هو حاليا كولورادو وتحجرت هناك ,وهى جائت من صخور طباشيريه التى تواجدت فيما مضى على هضبه كولورادو وهى شمال جراند كانيون فهذه الرسوبيات تعود لتاريخ الذى حول فيه النهر مجراه وبالعمر الجيولوجى حدث ذلك بسرعه مثل رمشه عين ,وتبين هذه المتحجرات الطباشيريه ان نهر كولورادو اتخذ هذا المجرى منذ اربعه ملاين ونصف سنه من الشمال الشرقى الى الجنوب الغربى ولكنه يعتبر وقت قصير لحفر وادى بعمق 2 كم تقريبا
فحفر مثل هذا الوادى يتطلب تدفق مياه هائل و بالنسبه لهذا العمق فيتطلب اكتر من اربعه ونصف مليون سنه , فأين هذه القوى اذا وما العوامل الطبيعيه التى زودت النهر بهذه القوى المائيه لحفر وادى العميق فى الصخر

تبدا الانهار تنساب من منابعها بقوه ويوسع النهر مجراه فى الاعلى فعندما يسيل المياه بقوه من الاعالى ويبدا بتدمير الصخور التى يسيل فيها ولكن فى الاسفل يصبح الماء اكثر هدوءا واقل سرعه ويتسع المجرى اكثر
فيزداد الانجراف كلما ارتفع مجرى النهر وكلما زاد الانحدار تزداد اقنيه الماء التى تصب بالنهر ويصبح الجريان بالاسفل اكثر قوه وعنفا






فكان هناك بحير تدع بيداهوشى كانت ممتلئه بالمياه وراحت تفيض على الاماكن اقل انخفاض وراح الماء متدفق بقوه مولد وادى جراندكانيون بينما كانت قوه المياه تتراجع بالتدريج
كيف حفر نهر كولورادو وادى جراند كانيون
هناك انهاراكبر منه واغزر بكثير ولم تحفر بهذا العمق
اطول واكبر نهر فى شمال امريكا ليس نهر كولورادو بل نهر الميسيسيبي انه يجرى بطول 4كم تقريبا من منبعه فى مينىسوتا الى مصبه فى خليج المكسيك واغزر من نهر كولوردو بعشره اضعاف و مع هذا لم يحفر وادى مثل وادى جراند كانيون
الظاهر ان غزار المياه ليس العامل المؤثر فى حفر الوديان, عامل اخر ادى الى تمتع نهر كولورادو بهذه القدره الهائله على الحفر , يبدا جريان نهر كولورادو فى جبال روكى على ارتفاع 2750 متر عن سطح البحر وفى مساره ينحدر ثلاثه امتار لكل 1.5 كم اما الميسيسيبى يبدا رحلته من مينى سوتا على ارتفاع 450 متر عن سطح البحر وينحدر بمعدل 30 سم لكل 1.5كم من جريانه صحيح ان نهر الميسيسيبى اغزر من نهر كولورادو بعشر مرات ولكنه لا يتمتع بقوه جريان الماء القادر على جرف الصخور لان نسبه انحداره اقل من نهر كولورادو
ويختلف العمق من مكان الى اخر والاتساع ايضا بأختلاف الصخور المواجه للمياه فهناك صخور مثل الجرانيت لا تسمح بحفر المياه فيها الا بنسبه قليله فيكون مجرى النهر فيها ضيق و العكس بالنسبه الى الصخور الضعيفه