يوم 24 اكتوبر

[حنين الحياة]

[frame="7 98"]

كان يوم 24 أكتوبر 1972 حافلاً بالأحداث السريعة والمتلاحقة. فقد طلب الفريق أول (محمد صادق) عقد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الثانية عشر ظهرا, وكان الهدف من هذا الاجتماع هو الاستماع إلى رأي قادة القوات المسلحة عن الموقف العسكري الحالي, وذلك قبل حضورهم اجتماعا آخر في الساعة الثامنة والنصف من اليوم نفسه بمنزل الرئيس السادات بالجيزة. وفي الاجتماع الذي عقده الفريق (صادق), تكلم كل من أعضاء المجلس عن موقف قواته ومتاعبه والمشكلات التي تواجهه , وبعد إنتهاء القادة من الحديث علق الفريق (صادق) : "إن الرئيس يعتقد أنني أبالغ في ذكر المشكلات, ولذلك فهو يريد أن يسمعها منكم شخصيا". فأجاب الجميع بأنهم سيفعلون ذلك وأن ما قالوه أمام الوزير سوف يقولونه أمام الرئيس.
وقد اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في منزل الرئيس (السادات) في التاسعة مساء يوم 24 اكتوبر 1972, وامتد الاجتماع إلى منتصف الليل, وبدأ (السادات) الاجتماع بكلمة مطولة استعرض خلالها العلاقات المصرية السوفيتية منذ توليه الحكم, وكيف استنفد القادة السوفيت صبره بسبب مماطلتهم وتسويفهم في إرسال صفقات الأسلحة بما في ذلك الأسلحة التي كان يتفق عليها خلال زياراته لموسكو منتحلين شتى الحجج والأعذار وزاد الطين بلة سوء معاملتهم له وإهمالهم الرد على رسائله إليهم مما اضطره إلى إصدار قرار طرد الخبراء والمستشارين السوفيت في 8 يوليو 1972.
وذكر السادات أمام القيادة السوفيتية في إبريل 72 بأن القضية لن تتحرك سياسيا إلا إذا أمكن تحريكها عسكريا, وأيدهم في وجهة نظرهم بالعمل على إعادة انتخاب نيكسون في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة في نوفمبر 72, حيث أنه من أفضل من رئيس جديد يصل إلى الحكم وتحكم تصرفاته رغبته في البقاء في الحكم لفترة ثانية. وعندما حضر المارشال جريشكو في مايو 72 أرسل السادات معه كتابا إلى القيادة السياسية السوفيتية طلب فيه تزويد مصر بالطائرات ميج 25 ومعدات وأجهزة الحرب الإلكترونية, وأخبرهم صراحة أنه لا يقبل بقاء أي وحدات سوفيتية ليست تحت قيادة مصرية.
وأوضح (السادات) بأنه عقب إبلاغ السفير السوفيتي في 8 يوليو بقرارا بإنهاء عمل المستشارين السوفيت والوحدات السوفيتية في مصر, أرسل الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء إلى موسكو في 17 يوليو 72 قبل إعلان القرار رسميا, وكان الغرض من إرساله أن يشرح للقادة السوفيت الموقف ويعرض عليهم إصدار بيان مشترك حول هذا الموضوع, ولكنهم لم يوافقوا وقالوا: إن السادات اتخذا هذا القرار من جانب واحد, ولذلك فإن الإعلان أيضا يجب أن يكون من جانب واحد. لقد كانوا يظنون أن (السادات) لا يعني ما يقول, ولكن عزيز صدقي أكد لهم أنه جاد في تنفيذ ذلك.
وانتقل (السادات) بعد ذلك إلى شرح الدور الأمريكي والاتصالات العديد التي أجريت بين الولايات المتحدة ومصر حول الحل السلمي, وأكد في النهاية أن الحل السلمي في مفهوم أمريكا لا يعني سوى الاستسلام الكامل, وأن المعسكرين الآن- الشرقي والغربي- صديقنا وعدونا قد فقدا الثقة في إمكان أي تحرك من جانبنا, وكل ما يصلنا من عروض أصبح يأتي من منطق واحد, هو أننا ألقينا السلاح وعلينا أن نستعد لقبول أي شيء يعرض علينا.
وأوضح (السادات) للقادة الحاضرين أنه أخبر الفريق (صادق) منذ الصيف الماضي بأنه يجب أن تتحرك القضية عسكريا قبل أن ندخل الجولة الثانية مع إسرائيل بعد الانتخابات الأمريكي وأن ذلك يعتبر قرارا يبلغه للقادة وليس لأخذ رأيهم, حيث إن الموقف يعتبر اختبار للقوات المسلحة, وفي حالة عدم القيام بعمل عسكري قبل نهاية هذا العام فإن القضية ستنتهي ويفقد المصريون والعرب ثقتهم بأنفسهم.
تكلم (السادات) بعد ذلك عن التصنيع الحربي , وعن ضرورة تصنيع الطائرة المقاتلة والحوامة والزوارق والعربات المجنزرة وأجهزة الحرب الإلكترونية, واتهم من سبقوه بالسفه لأنهم لم يفهموا قيمة الجنزير في حرب الصحراء.
ثم تكلم بعد ذلك عن موقف السوفيت وتناقضهم في التعامل معه , تم فتح باب المناقشة للقادة.
الجمسي: ما موقف سوريا وليبيا من المعركة.
السادات: الرئيس (حافظ الأسد) سيشترك معنا عن قناعة إنه مقتنع تماما بأن أي عمل نقوم به سوف يكون أفضل مما نحن فيه الآن مهما كانت التضحيات. سوف يسافر الفريق صادق قريبا إلى سوريا للتنسيق بين الجبهتين, أما ليبيا فإنها تضع ما لديها كله للمعركة. إن ليبيا لديهم خمسون طائرة ميراج جاهز منها للمعركة سرب واحد, وكذلك عندها 24 مدفع 155 مم ذاتي الحركة و 100 عربة مدرعة لنقل المشاة وعدد من الهاونات 130مم والمحملة على عربات جنزير.

عبد المنعم واصل: إن التدريب والروح المعنوية على مستوى عال, ولكن يجب أن نعلم أنه إذا قمنا بالهجوم في ظل الأوضاع الحالية فيجب علينا أن نتوقع خسائر كبيرة إن الساتر الترابي الذي أقامه العدو على الضفة الشرقية قد أصبح متصلا وبارتفاع يصل في بعض أجزاءه إلى 20 مترا. إن العدو يراني ويكشف موقعي لمسافة طويلة وأن لا أراه ولا أعرف ما يدور خلف هذا الساتر. وتحت هذه الظروف فإن يستطيع أن يحدث خسائر كبيرة في قواتنا المهاجمة. يجب أن نزيد من ارتفاع الساتر من ناحيتنا حتى يصل إلى ارتفاع ساتر العدو أو يزيد, وبذلك نستطيع أن نكشف العدو نحرمه من فرصة التدخل ضد قواتنا المهاجمة.
الشاذلي: سيادة الرئيس هل ستقوم سيادتكم بتحرك عربي لتعبئة القوى العربية, أم أن المعركة ستكون مقصورة على دول الاتحاد.
الرئيس: ستكون المعركة مصرية أساسا, وسوف يقف العرب موقف المتفرج في البداية, ولكنهم سوف يجدون أنفسهم في موقف صعب أمام شعوبهم فيضطرون في النهاية إلى أن يغيروا من مواقفهم.
صادق: يجب أن نأخذ في الحسبان قدرة العدو على الضرب في العمق, وأنه من المحتمل جدا أن تقوم إسرائيل بتشجيع من الولايات المتحدة وآخرين لا أريد تسميتهم بهجوم مفاجئ على مصر. إنهم جميعا يتآمرون على مصر بهدف تدمير قواتها المسلحة التي تشكل تهديدا خطيرا لإسرائيل.
الرئيس: إنني أوافق تماما, قد تبدأ إسرائيل ضربتها قبل 7 نوفمبر القادم, وفي هذه الحالة سوف ينسى العالم المشكلة الأصلية ويبدأ في الحديث عن وقف إطلاق النار.
على عبد الخبير: إن القوات المسلحة لم يتم تدعيمها بأية أسلحة جديدة تزيد من قدراتها الهجومية, بل العكس هو الصحيح. إن الاستهلاك العادي في أسلحتنا يجعل قواتنا في تناقص وليس في تزايد. إن ضعف قواتنا الجوية لازال كما هو, ألا تكفي هذه العوامل المهمة كلها لكي نفكرة جيدا قبل أن نقرر الدخول في حرب نتحمل فيها خسائر جسيمة.
الرئيس: لو أنني أجريت حساباتي على هذا الأساس لما اتخذت قراري بطرد الخبراء الروس في 8 يوليو إن المشكلة الآن هي نكون أو لا نكون. يجب ألا نلقي باللوم كله على الروس. لقد قام الروس بإمدادنا بأسلحة مكنتنا من تسليح جيشين ميدانيين, بصرف النظر عن أنهم هم الذين يختارون السلاح الذي يمدوننا به.
علي عبد الخبير: إذا كنا نقول "نكون أو لا نكون" فإنه يجب علينا أن نعبئ مواردنا وإمكاناتنا كلها للمجهو الحربي كما تفعل الدول الأخرى عندما تقرر الدخول في حرب.
الرئيس: إن تعبئة موارد الدولة للمجهود الحربي هي مسئوليتي وليست مسئوليتك, الكثير من الناس لا يصدقون أنه ستكون هناك حرب. وإذا بقينا كما نحن الآن فسوف تنهار الجبهة الداخلية, يجب أن نقبل المخاطرة المحسوبة.
علي عبد الخبير: المخاطرة المحسوبة؟ لماذا لا نعمل على تلافي الخطر؟
نوال السعيد: هل المقصود هو تحرير الأرض أم تنشيط العمليات لإعطاء فرصة للحل السياسي؟

الرئيس: لقد سبق أن قلت ذلك للفريق (صادق) منذ أغسطس وهو "كسر وقف إطلاق النار".
عبد القادر حسن: قد نبدأ بمعركة محدودة ولكنها قد تتطور إلى حرب شاملة.. قد ننجح في المراحل الأولى من المعركة ولكنها سوف تتحول في النهاية إلى اتخاذ موقف دفاعي. ستبقى إسرائيل في شرم الشيخ وفي معظم سيناء وستكون في موقف أفضل من موقفها الحالي, وقد يدفعها ذلك إلى أن تدعي حقوقا في تلك الأراضي التي تكون مازالت في قبضتها... يجب أن نضع في حسابنا قدرة العدو على ضرب العمق عندنا وعند سوريا أكثر, لأن سوريا لم تستكمل دفاعها الجوي. لا يصح أن ندفع أنفسنا إلى وضع قد يضطرنا إلى أن نصرخ طالبين النجدة من الاتحاد السوفيتي مرة أخرى ونقوله "ولع".
الرئيس (بغضب): ياعبد القادر دي تاني مرة تغلط فيها. أنا مسئول عن استقلال البلد, وأنا أعرف ماذا أعمل. يجب ألا تتدخل في شيء ليس من اختصاصك أنت رجل عسكري ولست رجلا سياسيا!
محمود فهمي (محاولا تلطيف الجو): إننا نؤمن جميعا بأن المشكلة لن تحل سلميا, وأن الحرب هي الأسلوب الوحيد لحلها, وإذا كان هناك رأي أو سؤال فإن المقصود منه هو الحرص على مصر ومصلحتها.
الرئيس (بغضب): هل تدافع عن (عبد القادر حسن)؟ كل واحد لازم يتكلم في حدوده أنا لا أقبل من أحد أن يفهمني واجبي.
الرئيس (في صوت هادئ وبعد فترة طويلة من الصمت): إننا اليوم نواجه تحديا صعبا "نكون أو لا نكون"
وهناك حدث جعل (السادات) يعجل بالإطاحة بالفريق (محمد صادق) , ففي يوم 12 أكتوبر 1972 وقعت حادثة إنقلاب فاشلة بقيادة النقيب (علي حسن عيد) على النحو التالي:

بتاريخ 22/10/1972 حوالي الساعة 1630 قام النقيب (علي حسن عيد) من قوة الفرقة 23 مشاة ميكانيكي بجمع الكتيبة التي كان يتولى قيادتها وأمر بصرف تعيين طوارئ وذخيرة لقوة الكتيبة وأورى بأن الكتيبة مكلفة بحراسة هدف حيوي وسوف يطلعهم على هذا الهدف أثناء سيرهم.
وتحركت الكتيبة من موقعها على طريق السويس حتى الكيلو 4.5 فاعترضتهم قوة الشرطة العسكرية الموجودة في المكان. فأمر النقيب (عيد) إحدى السيارات بالقول (الطابور) باقتحام كشك الشرطة العسكرية ومتابعة السير في اتجاه مصر الجديدة فطريق صلاح سالم حتى ميدان سيدنا الحسين حيث وصل من القول ثلاثة عربات مدرعة. وتبين أن الشرطة العسكرية عند الكيلو 4.5 تمكنت من حجز عربات القول بعد أن اجتازت المنطقة عشر سيارات مدرعة منها. وقد وصلت ثلاث عربات مدرعة منها إلى ميدان سيدنا الحسين, وتخلفت أربعة عربات عند القلعة وثلاثة عند مدينة البعوث الإسلامية. وقام النقيب (عيد) بالتحدث إلى الأهالي الذين تجمعوا بالميدان وحوله حيث أخذ يؤذن ويكبر ويقول "نحن أمضينا خمس سنوات في الرمال بلا فائدة" وعند ذلك اعترضه ضابط الشرطة المدنية وضابط آخر من الشرطة العسكرية كانا مكلفان بخدمة الميدان. وقد استمر النقيب في الصياح " إحنا بقى لنا خمس سنوات في التراب... ياكلاب السلطة.... دعوني أفهم الناس الوضع" ثم أخذ يتلفظ بألفاظ نابية ضد السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الحربية, واستمر في التكبير والدعاء.

بعد إنتهاء مؤتمر 24 أكتوبر طلب (السادات) من (صادق) أن يحيل القادة الثلاثة الذين عارضوه في الاجتماع إلى المعاش, فاعتذر لعدم اقتاعه بأنهم أخطئوا, وعرض استقالته على السادات فرفض فطلب منه السفر إلى سوريا لحمل رسالة إلى الرئيس السوري حافظ الأسد.
وكان ظن الفريق (صادق) في محله, فقد استدعي (السادات) يوم 25 أكتوبر اللواء (أحمد إسماعيل) مدير المخابرات العامة وقتها , وطلب إليه أن يأتي في اليوم التالي ليحلف اليمين القانونية كوزير للحربية. وفي الوقت نفسه أرسل السادات سكرتيره الخاص (فوزي عبد الحافظ) إلى الفريق (محمد صادق) بعد الظهر (قبل الإفطار فقد كان الوقف في شهر رمضان ) ليبلغه أن استقالته التي لم تقدم قد قبلت. وأعطي أوامره إلى الفريق (سعد الشاذلي) أن يتولى القيادة إلى أن يحلف اللواء (أحمد إسماعيل) اليمين.
وقد ذكر السادات في كتابه "البحث عن الذات" أن الأسباب التي دفعته إلى إقاله الفريق صادق كان لا يريد أن يحارب وكان يخشى المعركة الأمر الذي دعاه إلى تنحيته عن منصبه.






منقول للاستفاده
[/frame]

[mohamed ali]

موضوع جميل جدا ياحنين

وفيديو رائع ويدل على عزيمة المصرين

وقدرتهم ع تحقيق النصر بغض النظر عن قوة العدو

[حنين الحياة]

موضوع جميل جدا ياحنين

وفيديو رائع ويدل على عزيمة المصرين

وقدرتهم ع تحقيق النصر بغض النظر عن قوة العدو

عندك حق يا محمد العبره مش بالعدد العبره بالايمان بالله وقدرته علي تحقيق النصر....منورني دائما يا محمد بردودك الرائعه

[hemo_friends]

الذكريات الجميله ده بترفع معنويات اى حد فعلا خير جنود الله فى ارضه

[mostafa hassan]

موضوع جميل جدا يا حنين وفيديو رائع ونحن تعودنا علي ذلك منكي
لان النصر بالله اهم من العدد بكثير
لان المسلمين ايام الرسول عليه الصلاة والسلام
كانوا عندهم ايمان بالله وثقة بالله ليس لها حدود