كيف تكسب ثقة الناس فيك؟

[هناء عسيري]

ثقة الناس فيك أمر هام للغاية وإذا حصلت على هذه الثقة سيراك النّاس صادقاً وستكون قدرتك على إقناعهم أسهل بكثير، فمعظم النّاس يصدّقون الآخرين فقط على أساس الثّقة وليس على أساس صحّة المعلومة الّتي نقولها لهم. فكيف إذن تكسب ثقة النّاس؟
هناك مجموعة من الأمور إن قمت بها ستحصل على ثقة النّاس بصورة أكيدة، سنسردها لك فاقرأها ونفّذها في حياتك وستجد النتائج رائعة.
كن صادقاً (H2)
عندما يطرح أحدهم عليك سؤالاً لا تفكّر فقط في نفسك عند البحث عن الإجابة، هذا نوعاً ما أنانيّة، والأنانيّة هي أساس عدم ثقة الناس فينا. فقط اهتمّ بقول الحقيقة، فإذا كانت تلك الحقيقة تسبّب لك الضّرر فتلك هي أقوى الأسباب الّتي تجعل النّاس يثقون بك. على الرّغم من ذلك يمكنك تجنّب الضرر بتغيير الموضوع أو الهروب من الإجابة إذا كان ممكناً، لكن في كل الأحوال المصداقيّة هي الأمر الوحيد الّذي يقوّي ثقة الناس فيك.
كن صادقاً وقل الحقيقة وليست نسخة منقّحة منها.
إذا كان قول الحقيقة قد يؤذي شخصًا آخر أو عندما تكون الحقيقة خيانة للثقة، فاشرح أنك غير قادر على الإجابة بدلاً من مجرد الكذب، ولا تذكر أسماء الأشخاص الذين قد يتضررون من قول تلك الحقيقة.
تجنب الأكاذيب التي تحقق لك ما تريد على حساب الآخرين.
وإذا كنت تعرف أشياء تعتقد أن الشخص الآخر يرغب في معرفتها، فأخبره بها بدلاً من انتظار أن يسأل هو عنها.
إذا فعلت شيئًا خاطئًا، اعتذر واعتذر. لا تنتظر أن يطلب منك الشّخص الآخر، فقط اعترف بخطئك، ثم حاول تصحيح الأمور بالنسبة للشخص الآخر.

رابط المقال الأصلي
https://jawab-vip.com/ar
على سبيل المثال:
أنا آسف، لقد نسيت أن أشتري لك هدية عيد ميلادك، ليس لدي عذر، هل أستطيع أن أعزمك على العشاء؟
بتلك الطريقة ستكسب ثقة الناس فيك، بالصدق وفقط بالصدق وقول الحقيقة!
اكسب ثقة الناس فيك عن طريق توقّعهم لأفعالك (H2)
أن تكون قابلاً للتنبؤ يعني القيام بنفس الشيء وبنفس الطريقة في كل مرة.
ستكسب ثقة الناس فيك عندما تتصرّف باستمرار بطريقة تتماشى مع الأعراف والتقاليد المجتمعيّة أو كما نقول "الأصول".
عندما يتوقّع الآخرون بأننا سنفعل شيئًا يعتبرونه مخالفاً للأصول والأعراف المجتمعيّة، فإن ذلك يقلل بشكل استباقي من ثقة الناس فيك.
أما إذا كان توقّعهم فيك هو مخالفة الأصول، وكان تصرّفك هو العكس فذلك يزيد بشكل كبير من ثقة الناس فيك.
لا تفكّر فقط فيما تقوم به، بل فكّر أيضاً في الكيفيّة التي سيفسّر الآخرين بها سبب قيامك بهذا الفعل.
كن دقيقاً وواضحاً فيما تقول وابتعد عن الغموض العبارات الّتي تحتمل أكثر من معنى وقد تسبّب لبساً في فهم الآخرين لمقاصدك.
وإذا كنت ستغيّر أفعالك اشرح للآخرين سبب هذا التغيير.
الطريقة التي يمكنك من خلالها التأكد من أنهم يعرفون مسبقاً ما ستفعله، هي أن تسألهم عما يعتقدون أنك ستفعله. وإن خالفت إجاباتهم حقيقة ما ستفعل قم بتصحيح أي سوء فهم كان سببا في مخالفتهم للتوقّع الصحيح.
التزم بالقواعد (H2)
إن استمرار الالتزام بالقواعد بكل أنواعها، سواءً كانت أعرافاً اجتماعية أو قوانين أو غيرها من أنواع القواعد هو الأمر الّذي يجعل من السّهل توقّع ما ستفعله. كما يساعد ذلك النّاس أكثر على فهم طريقة تفكيرك ويزيد إعجابهم بك فقط لإنّك تمتلك فضيلة الاتّساق مع نفسك ومبادئك.
نحن البشر نقوم بمراقبة أفعال الآخرين دائماً حتّى نتمكّن من الحكم عليهم. هل هم أشخاص جيّدون أم سيّئون؟ هل هم أذكياء أم لا؟ هل هم خطرون أم آمنون؟ وذلك كلّه بناءً على مدى التزامهم بالقواعد الّتي يضعها المجتمع، بل وبتلك القواعد الّتي أعلنوا بالفعل والقول التزامهم بها.
وبالنسبة للأخرين، لا تقسو عليهم عندما لا يلتزمون بالقواعد وخاصّة إن لم يكن ذلك سيتسبّب في أذى لأحد. لا تظهر أبداً كأنّك داعية أخلاقي متزمّت وضع حدّاً فاصلاً بين القواعد الكبيرة الّتي لا يمكن التغاضي عنها وتلك الصّغيرة الّتي يمكن تجاوزها بلطف.
كذلك فإن التزامك بقواعد الآخرين هو أمر يزيد ثقة الناس فيك، حتّى وإن كانت قواعدهم تلك تتعارض مع ما تؤمن وخاصّة إذا لم تكن ستسبّب لك الضّرر، فاهتمامك برغبات وقواعد الآخرين من أحد أسباب ثقة الناس فيك أيضاً.
غير أنّ هناك حالة واحدة فقط يمكنك فيها كسر القواعد، وتلك الحالة هي أن تفعل ذلك لمساعدة النّاس، فهم بذلك سيرون انّك قمت بالمخاطرة من أجل إنقاذهم.
على سبيل المثال تجاوز السرعة لإنقاذ أحد أصدقاءك.
اعتذر (H2)



جميعنا لدينا ضحايا، بقصد أم بدون قصد قد نؤذي أحداً جسدياً كان ذلك الأذى أو معنويّاً. وبدلا من الاعتذار أحياناً قد نقدّم الأعذار كمبرّر لذلك الأذى، ولكن هيهات أن تفيد الأعذار!
يقولون "الاعتذار من شِيَم الكِبار"
ولمن لا يجيدون الاعتذار إليكم ثلاثة أنماط من الاعتذار يمكنكم الاختيار فيما بينها:
1- اعتذار الاعتراف (H3)
الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه لا يعني فقط أنّك أقررت بهذا الخطأ، بل يعني أيضاً اعترافك وإقرارك بصحّة القواعد الّتي كسرتها حين ارتكبت ذلك الخطأ.
ويستخدم هذا النوع من الاعتذار عندما تكون الضّحية جزءاً من مجموعة أكبر اتّفقوا جميعاً على قاعدة معيّنة.
مثال:
اعتذر على دخول غرفتك بينما اتّفقنا جميعاً على أن نبقى بعيدين عن أماكننا الخاصّة.
2- اعتذار التّعاطف (H3)
هو أن يكون تركيز الاعتذار على مشاعر الضيق الّتي تسبّبت بها لأحدهم. ويستخدم هذا النّوع حينما تكون على معرفة جيّدة بالشخص الّذي أخطأت في حقّه وبالتالي انت تعرف تماما ما يؤذي مشاعره.
مثال:
اعتذر على أنني أخذت فرشاة الشعر الخاصة بك وأنا أعرف أنك لا تحب ذلك.
3- اعتذار التعويض (H3)
وفي هذا النوع يجب أن تبحث عن طريقة لتعويض الشّخص عمّا فعلته به ليعود التّوازن العادل للعلاقة فيما بينكم.
وهذا النّوع يكون مناسباً أكثر مع الأشخاص الّذين يفصلون نفسهم عن الآخرين بحدود خاصّة.
مثال:
لقد استخدمت فرشاة الشّعر الخاصّة بك، ولكّنني قمت بتنظيفها وإعادتها لمكانها الصّحيح مرّة أخرى.
كن لهم تماما كالنّاس الّذين يثقون بهم (H2)
إذا كنت تريد أن تكسب ثقة النّاس فيك بطريقة مختلفة ومبتكرة فعليك أن تتصرّف كمن يثق فيهم أولئك النّاس. فالسمات المشتركة تجعل العقل اللاواعي يُصَدِّر الثقة للعقل الواعي.
إذا كان الشخص المستهدف محامي فالتزم أمامه بالقوانين وأخبره بأنّك تعرفها جيّداً.
وإذا كان شخصاً مُعجباً بأحد المشاهير فيمكنك ارتداء ملابس مشابهة لما يرتديه هذا المشهور.
وإذا كنت تجلس مع مدير تسويق فتحدّث معه عن علاقاتك مع شركات التسويق الكبرى.
ولكن حذارِ!

لا يجب أن تفرط في التقليد فتختفي هوّيتك الخاصة ويصبح من السهل كشفك فتفقد الثّقة للأبد. فقط كن معتدلا ولا تدّعي معرفة أشياء لا تعرفها.
لغة الجسد الباعثة على بالثقة (H2)
لغة الجسد لها تأثير أقوى من الكلمات، وإذا تمكّنت من استخدام لغة الجسد بالشكل الصحيح فبالتأكيد سوف تكسب ثقة النّاس بمنتهى السّهولة. وإليك ما يجب عليك فعله لتكسب ثقة النّاس فيك عبر لغة الجسد:
1- كن مسترخياً ومرتاحاً ولا تظهر أيّة حركات عدوانيّة.
2- لا تضع حواجز بينك وبين الشّخص الآخر سواء بأجزاء من جسدك كالأيدي أو الأرجل المتقاطعة، أو الأشياء كالطاولات على سبيل المثال.
3- اترك راحتيّ يديك مفتوحتين ولا تغلق قبضة يدك لإن ذلك يرسل إشارات عدوانيّة للآخر. ضع راحتيّ يديك للأسفل كعلامة للتهدئة وإن أردت أن تبدو محايداً فضع يديك بشكل جانبي في مواجهة بعضهما البعض أو امسك شيئاً بكلتا يديك.
4- ابق وجهك منبسطاً بلا علامات غضب أو خوف أو ملل فتلك علامات لا تؤدي إلى ثقة الناس فيك. وارفع رأسك للأعلى بدلاً من النظر بعيداً او للأسفل بما يتيح للأخرين رؤية وجهك كاملاً.
5- أظهر ثباتاً في جسدك بشكل عام ولا تبدو مهتزّاً أو متوتّراً.
6- لا تقوم بالتحديق في الشّخص الذي أمامك وفي المقابل لا تنظر بعيداً طيلة الوقت، حافظ على نظرة ثابتة على فترات تظهر اهتمامك به. لا تفتح عينيك فيظهر البياض ولا تضيقها فتبدو وكأنك متحفّز.
7- تجنب الحركات المفاجئة وغير المتوقعة. قد تبدو الحركة المفاجئة بمثابة تهديد أو أنك متوتر، مما يجعلهم يتساءلون عن السبب في الحركة المفاجئة.
8- أظهر اهتمامك بالشخص وبشئونه، قم بإمالة رأسك للأمام لتحقيق ذلك.
9- عندما تسأل عن شيء ارفع جبهتك لتشجيعهم على مواصلة الحديث.
10- اللمس الخفيف حينما تبدو عليهم مظاهر القلق يعبّر عن التعاطف ويمكن أن يكون فعالاً بشكل كبير خاصة مع النّساء.
11- حافظ على مسافة مناسبة بينك وبين الشّخص الآخر، على أن تكون مسافة قريبة بما يكفي لإظهار الاهتمام، ولكن لا تقترب جدًا بحيث تبدو مهدِّدًا أو تحاول التحرّش إن كانت سيّدة.
12- كن منتبهًا، واستمع أكثر بكثير من التحدث واطرح الأسئلة التي تشجعهم على مواصلة الحديث مع الحرص على عدم الضغط عليهم إذا كانوا لا يريدون التحدث أكثر.
13- أسلوب الإيماء بالرأس هو أسلوب بسيط للتعبير عن موافقتك وقبولك لما يقوله الشّخص.
14- قم بتشكيل جسمك في وضع يتوافق مع جسد الشّخص الذي امامك ليعكس توافقًا عاليًا معه، لكن احذر من الانعكاس الواضح جدًا فيما بين وضعية جسدك ووضعية جسده. حاول أيضًا مراقبة مدى قيامهم بنفس الشيء، وحاول تغيير جسمك قليلاً ومعرفة ما إذا كانوا سيتبعونك في ذلك أم لا.



الخاتمة
على قدر أهميّة أن تكسب ثقة النّاس فيك على قدر الحاجة لبذل هذا المجهود الّذي يبدو في بعض الأحيان قليل وحتّى لو كان كبيراً فالأمر جدير بالقيام به.
إن كسب ثقة النّاس سيفتح لنا آفاقاً تجعل حياتنا أفضل وأقل متاعب.
الآن حاول تطبيق ما جاء في تلك المقالة وبعدها عُد إلينا واذكر في التعليقات مدى نجاحك في ذلك فإنّ أكبر همّنا هو نجاحكم، وإن احتجتم المزيد من المساعدة يمكنكم الاشتراك في خدمة تطوير الذات من موقعنا جواب VIP.