المساحه العسكريه والاستخباراتيه واستخدام المعلومات المكانيه

[eslam mamdouh]

المعلومات المساحيه الاستخباراتيه

يستخدم فى الاستخبارات بانواعها عده انواع من التقنيات المساحيه , ولكن بوجه عام يمكن تعريف المساحه الاستخباراتيه على انها اسلوب جمع اكبر كم ممكن من الوسائل المساحيه مثل الصور الجويه والمرئيات الفضائيه ونظم المساحه الارضيه للحصول على اكبر كم ممكن من الاستنتاجات المساحيه الفعليه بمنتهى الدقه والسرعه فى اقل وقت ممكن.لتمكين صناع القرار من اتخاذ افضل القرارت الصحيحه بشكل سريع سواء فى وقت السلم او وقت الحرب.

بمعنى ان فى مجال الاستخبارات الحديثه يتم دمج المعلومات المكانيه والمعلومات الجغرافيه والمعلومات المساحيه والمعلومات الاستخباراتيه وجمع العوامل المشتركه بينهم والوصل لنتائج جديده توضع فى خدمه صناع القرار لوقت الحاجه.



ولا يتكمن تلك الاهميه فى المجال السلمى فقط ولكن فى المجال الحربى كذلك ومجالات الدفاع المدنى ومواجهه الاخطار الداخليه المختلفه ,وكذلك فان دمج تلك المعلومات يعطى القاده العسكريين معلومات دقيقه عن مواقع الاهداف , واى نقص او خلل فى تلك المعلومات والبيانات الى خسائر جسيمه واخفاق رهيب فى العمليات العسكريه.

نماذج من الواقع على ذلك

اذا نظرنا الى الاعتداء الصهيونى الاخير على الاراضى الجنوبيه فى لبنان نرى ان من ناحيه القوى الفعليه فان الجيش الاسرائيلى اكثر عدد ومسيطر جوا ومسيطرا بحرا من خلال قطع الاسطول من طراز بعيد المدى ودليهم كافه الامكانيات الاستراتيجيه والعسكريه للنصر على مقاتلى حزب الله. ولكن من نظره اخرى فان مقاتلوا حزب الله هم الاكثر معرفه بطبيعه المنقطه الجغرافيه بشكل فطرى وقاموا من خلال تلك المعرفه بعمليه توزيع استرتيجيه جيده للصواريخ ذات المدى المتوسط التى يملكونها .فى حين استخف الجيش الاسرائيلى بقوه العدو الذى يواجهه ولم يحاول استخدام استخباراته بشكل مناسب ولم يستخدم وسائل المساحه العسكريه فى تحديد اماكن تمركز مقاتلى حسب الله ولا مواضع الصواريخ التى يستخدمها والتى ظلت حتى نهايه الحرب فى اماكن تعد ذات سريه بالغه ,وانما كان الجيش الاسرائيلى يوجهه هجماته بشكل مباشر استخفافا منه بقدرات عدوه.


بمعنى ان من اهم اسباب فشل الاعتداء الصهيونى على لبنان عدم اهتمامه بالمعلومات المكانيه للمنطقه من جهه ومن وجه اخر عدم اهتامه بوسائل الاستخبارات الجيده ووسائل المساحه العسكريه المناسبه لتحديد اماكن تمركز اهدافه وضربها فى الوقت الملائم.






اهميه المعلومات المكانيه فى الاستخبارات العالميه

بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 انتبهت جميع القوى العالميه لاهميه المعلومات المكانيه فى الوسائل الاستخباراتيه, ومن اولويات ذلك اضافه البعد الامنى للاماكن ذات البعد الجغرافى الهام , وعمل قواعد بيانات خاصه تربط المعلومات المكانيه والمعلومات الامنيه الاستخباراتيه والمعلومات الوصفيه فى نظام مشابه لانظمه نظم المعلومات الجغرافيه,ونتيجه لذلك الادراك وخاصه فى الولايات المتحده تم تحويل مسمى وكاله الخرائط الامريكيه الى الوكاله الوطنيه للمعلومات المكانيه الاستخباراتيه National Geospatial Intelligence Agency (NGA) التى اتخذت شعارها (اعرف الارض وحدد الطريق) فى دلاله واضحه على ان المعلومات المكانيه والالمام بها هو اساس اتخاذ القرار السليم .



ويلاحظ ان فى الظروف الحاليه وفى ظل الكوارثر الطبيعيه التى اصبحت تهدد الامن والسلامه العامه فان المعلومات المساحيه الاستخباراتيه لم تعد قاصره على المقاتلين والقاده العسكريين بل اصبحت من اهم مجالات علم الدفاع المدنى ورجال الامن العام


وفى نايه الموضوع يجب الاشاره الى انه قد اصبحت هناك حاجه ماسه لوجود قواعد بيانات ضخمه يتم تطويرها وتحديثها بصوره مستمره شامله المعلومات المكانيه والمعلومات الوصفيه والمعلومات الاستخباراتيه ومن اجل تلك الحاجه ظهر دور نظم المعلومات الجغرافيه بشكل كبير فى مجال الاستخبارات سواء فى الاغراض الداخليه للامن العام او للاغراض العسكريه فى وقت الحرب.

اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من الموضوع ونستكمل قريبا ان شاء الله


شكرا على متابعتكم


المصدر

التكنولوجيا العسكريه والحربيه الحديثه بعد حرب الخليج

اللواء الركن الدكتور/ عبد العزيز بن حمد الشيخ