الضغط الجوي

[علي يونس السيد]

تمهيـــــــــــد :-
يشير إجماع الباحثين الى أن شواطىء الدلتا كانت فى نمو مستمر خلال القرون السابقة للقرن العشرين وإن إختلفت معدلات هذا النمو من فترة لآخرى تبعا للضوابط النهرية والبحرية والتوازنية وتتواتر البيانات التاريخية لكى تؤكد على الزحف العمرانى المستمر للمراكز العمرانية تجاه الشمال حتى بداية القرن العشرين فقد بنى الاغريق مدينة (ميتيلس ) فوة حاليا فى القرن السابع قبل الميلاد لكى تكون ميناء على فرع النيل , ثم بنى الرومان مدينة بولبيتين " رشيد" فى القرن الآول قبل الميلاد ( ) ومن خلال ذلك نخرج بنتيجة مؤادها أن تقدم مصب رشيد إستدعى زحفا عمرانيا وراء هذا الامتداد وقد بلغ مقداره نحو 25 كم وهى المسافة الفاصلة بين المدينتين فوة ورشيد .
وقد تسارع تقدم مصب رشيد فى البحر بعد إنطمار أفرع النيل فيما بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين , وبعد أن ساعدت هذه الأفرع فى ردم وإخفاء مساحات كبيرة من المستنقعات والبحيرات والسبخات , فتركز التصريف والطمى فى فرعى رشيد ودمياط وقد ساعد ذلك على بناء جسرين للفرعين فى عرض البحر ( )
إلا أن ذلك قد تغير خلال القرن العشرين وفيما يلى عرض للتطور المورفولوجى لمنطقة مصب رشيد خلال القرن العشرين .

(2-1 ) موروفولوجية المصب :-
تتكون منطقة المصب مورفولوجيا من المخرج" البوغاز " والذى يحدده جانبى مجرى الفرع , وحاجز المصب إذا يشكلا معاً وحدة مورفولوجية تآثرت بديناميكية حمولة مياه النيل قبل بناء القناطر والسد العالى .
ويتسم مصب فرع رشيد بإتساعه نسبيا نحو الشمال الغربى فى شكل نتوء يناظر نتوء دمياط ونتوء بلطيم " الذى يعد أكثر إمتداد نحو الشمال " وكان لظروف المناخ فى عصر الهولوسين حيث الجفاف الحالى آثرمباشر على هذا الفرع " رشيد " والفروع القديمة التى كانت موجودة مثل الكانوبى فقد آثرت التعرية الرياحيةعلى غرب الدلتا منذ حوالى أكثر من 7000 سنه فإنطمر شمال الفرع الكانوبى وبزيادة زحف الرمال إلى الغرب إضطر فرع رشيد الى الزحزحة الشرقية لأكثر من 9كم فى مواضع كثيرة على طول مجرى الفرع الغربى خاصة فى الشمال " منطقة المصب والوسط بحيث زادت الرواسب الرملية على ضفاف النهر الغربية , بينما زادت عمليات النحت النهرية على ضفاف النهر الشرقية ومع توالى العملية الرياحية والنهرية تزحزح الفرع إلى الجهة الشرقية بين 8/9 كم طولية وقد أدت الزحزحة الأفقية للفرع إلى تغير فى طبيعة رواسب النهر بحيث تغير خط الإرساب عند مصب النهر حيث الرواسب الطمية الطينية , بينما فى قطاعه الأوسط رواسب طينية وفى أعالى الفرع كانت الرواسب حصوية ورملية خشنة ويرجع ذلك إلى طبيعة الإرساب الرياحى من جهة الغرب وإندماجها مع المواد المتحولة من ضفاف النهر الشرقية نتيجة الزحزحة الأفقية لفرع رشيد .( )

(2-2 ) التغيرات المورفولوجية بمنطقة المصب خلال القرن العشرين :-
رآينا آنه خلال الفترة السابقة للقرن العشرين كان هناك نمودائم ومستمر لشاطئ الدلتا عامة ومنطقة مصب رشيد خاصة على حساب البحر ولكن مع بداية القرن العشرين ونتيجة لتغيرنمط التحكم فى تصريف مياه نهر النيل عن طريق بناء خزان آسوان ثم السد العالى بالإضافه إلى العديد من الإنشاءات الهندسية الآخرى على طول مجرى النيل فقد آثر كل ذلك بدوره إلى إغارة البحر على منطقة المصب وإكتساح مكوناتها وتعرض خط الشاطئ للتآكل والتراجع .