من فضلك غير نظارتك !!! (ادخل وأنا هاحاول أصلحها)

[ياسمين]

اليكم هذه القصة نقلا عن أحد المؤلفين وهو ( دان بي.جريلينج )

وجدت صديقة لي في طريق عودتها الى جنوب أفريقيا بعد إقامة طويلة في أروبا أن لديها بعض الوقت لتقضيه في مطار هيثرو في لندن.قامت صديقتي بشراء فنجان من القهوة وعلبة صغيرة من الكعك والحلوى وتهادت _محملة بالأمتعة_ إلى طاولة غير مشغولة وجلست عليها.كانت تقرأ جريدة الصباح عندما لاحظت أن شخصا ما يندفع نحو طاولتها.ومن وراء جريدتها وأصابها الذهول أن شابا أنيقا مهندم الملابس قد بدأ في تناول كعكتها ولم تشأ صديقتي أن تحدث ضجة بغضبها لذا فإنها مالت الى الأمام وتناولت كعكة أخرى بدورها ومضت دقيقة أو بعض دقيقة وباندفاع شديد مدت يدها وتناولت كعكة أخرى ومع مرور الوقت كان الاثنان قد انتهيا من الكعك كله فيما عدا واحدة بقيت في العلبة وكانت صديقتي في غاية الغضب ولكنها ماتزال لا تستطيع حمل نفسها على التعبير عن غضبها بقول أي شيئ.ثم قام الشاب الاخر بقسم الكعكة المتبقية الى نصفين ناول أحدهما الى صديقيتي وتناول النصف الاخر ثم انصرف وبعد مضي بعض الوقت عندما تم استدعاء صديقتي عن طريق نظام النداء على الجمهور لركوب الطائرة كانت لاتزال حانقة غاضبة.تصور ما شعرت به من إحراج عندما فتحت حقيبة يدها ووجدت بداخلها علبة الكعك الخاصة بها!!! لقد كانت هي تأكل كعك ذلك الشاب!!!

فكر في شعور هذه السيدة تجاه الشاب الأنيق قبل أن تتبين الحقيقة (ياله من شاب وقح عديم اللياقة)
ثم تصور مشاعرها بعد ذلك (ياله من أمر محرج!كم كان لطيفا من أن يتقاسم كعكته الأخيرة معي!)

هذا يسمى ( النموذج ) ونموذجنا غالبا مايكون غير مكتمل غير دقيق أو مشوش لذا يجب علينا ان لا نحكم على الناس بسرعة قبل أن نتأكد ان النموذج صحيح وكذلك يجب علينا أن نفتح عقولنا للمعلومات الجديدة اللتي من الممكن أن تغير من نموذجنا عندما يكون من الواضح ان هذا النموذج خاطئ لأننا اذا نظرنا لكل المشاكل نجد أن أغلبها أساسها نموذجين خاطئين واذا أردنا أن نغير من العالم يجب أن نغير من نموذجنا{طبعا قد تتساألون ماهو النموذج/هو مثل النظارات اللتي نرى بها الأخرين أو حتى أنفسنا أو العالم ومثل النموذج الخاطئ مثل لو أننا لبسنا النظارة الخاطئة ولذا فإنها سوف تؤثر على رؤيتنا للأخرين بالأخص}

أردت هنا أن أنبه أيضا لمعاملة الشاب في القصة لهذه المرأة كم أتمنى أن أرى مثل هذا النموذج في العالم العربي لو أننا في مثل معاملة هذا الشاب فأنا اجزم بأن حياتنا سوف تكون أفضل

وشكرا لكل لمن قرأ هذه القصة لكن العبرة ليست في أنها مجرد قصة لكن يجب أن نستفيد منها في واقعنا وحياتنا

منقول