تفسير سورة المعارج


جرأة الكفار في استعجال العذاب تعرض سورة المعارج في مطلعها كيف استعجل الكفَّار عذابهم وتجرَّأوا على ذلك، وفيما يأتي شرح الآيات: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) أي إنَّ أحد الكفَّار جاء يسأل عن عذاب يوم القيامة الذي سيقع بهم لا محالة، ولكنَّه استعجله وطلبه من الله -تعالى-، وقد نزلت هذه الآية في النَّضر بن الحارث. (لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ) أي إنَّ العذاب الذي يسأل عنه هؤلاء الكفرة سيقع بهم، ولا شيء سيدفعه عنهم. (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)[٤] والمعارج هي الدَّرجات في السَّماء، وسمِّيت بذلك؛ لأنَّ الملائكة تعرج إليها. (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) أي تصعد الملائكة إلى الله -تعالى-، والرُّوح هو جبريل -عليه السّلام-، وذلك في يوم القيامة الذي يعادل اليوم الواحد على الكفَّار فيه خمسين ألف سنةً من أيَّام الدُّنيا. أمر النبي الكريم بالصبر تنتقل الآيات للحديث عن ضرورة تحلِّي النَّبي بالصَّبر، وهي الآيات الآتية: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا) تدعو الآية رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أن يتحلَّى بالصَّبر الجميل، وهو الصَّبر الذي يخلو من السَّخَط والتَّذمُّر لغير الله -تعالى-، فيصبر على تكذيب الكفَّار وإنكارهم عذاب الله. (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا* وَنَرَاهُ قَرِيبًا) يعود الضَّمير في كلمة إنَّهم على الكفَّار أو من كفر من أهل بمكَّة وأنكر العذاب، فيقول الله إنَّهم يظنُّو العذاب بعيداً عنهم ويستحيل نزوله بهم، ولكنَّ الله -تعالى- جعله قريباً أي وقوعه كائنٌ لا محالة، وهو هيِّنٌ على الله -جلَّ في علاه-.

تابع ايضا : تفسير سورة الحاقة