الاقمار الاصطناعية ترصد الطيور المهددة بالانقراض

[Ahmed Waheed Shalaby]

أعلن المنسق الإقليمي لمشروع المراقبة بالأقمار الاصطناعية التابع للمكتب الإقليمي للمجلس العالمي لحماية الطيور بالشرق الأوسط بالتعاون والتنسيق مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية أنه تمكن من رصد عبور المجموعة المتبقية في البرية من طيور أبو منجل الأصلع الشمالي (باللاتينية Geronticus Eremita) المهددة بالانقراض أراضي المملكة العربية السعودية بسلام قادمة من المرتفعات الإثيوبية في رحلة العودة الربيعية إلى سوريا بعد أن أمضت فترة الشتاء هناك، وهي مجموعة مكونة من ثلاثة طيور.

وقد بدأ البرنامج بمتابعة هذه الطيور بمجموعة يصل عددها 7 طيور منذ العام 2005م عندما تم اكتشاف ما تبقى منها في منطقة تدمر السورية، وذلك بعد أن ساد الاعتقاد بأنها انقرضت تمامًا من البيئة الطبيعية.

وتعد هذه المجموعة المكونة من ذكر وأنثيين آخر مستعمرة برية لهذا النوع في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم رصد أول الطيور المعروف باسم سلام جنوب مكة بنحو 70 كيلومتراً في 25 شباط / فيراير 2011، ثم تم رصد الطائر الثاني المعروف باسم "أوذين" شمال المدينة المنورة بنحو 170 كم في 1 آذار / مارس، ثم في منطقة قرب العيساوية جنوب القريات بالقرب من محمية الحرة يوم 3 آذار / مارس حتى وصوله منطقة تكاثره في سوريا يوم 4 آذار / مارس 2011.

وقال المهندس علي حمود مدير عام الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية في سوريا إن بادية تدمر تشهد عودة أسراب الطيور المهاجرة حيث وصل الطائر سلام في السابع من الشهر الجاري تلاه الطائر زنوبيا في العاشر ثم الطائر أذينة في الحادي عشر منه مشيراً إلى أن السبب في عودتها إلى موطنها الأصلي هو أنها بنت أعشاشها في تدمر.

وأضاف أن الإجراءات المرتبطة بالمحافظة على الطيور من أبحاث ودراسات يتم تنفيذها في إطار العمل بمحمية أبو منجل بالتعاون مع المجلس العالمي لحماية الطيور البرية والاتحاد العالمي لحماية الطبيعة.

وقد أحدثت وزارة الزراعة السورية محمية خاصة بطيور أبو منجل الأصلع قرب تدمر، وتم تعيين حراس دائمين لمراقبته وحمايته هو والطيور الأخرى من بنادق الصيادين، علماً أن سورية مقصد لصيادي الطيور من لبنان والأردن والخليج العربي. وقد بات من الواضح في سورية أن إشراك البدو والسكان المحليين في جهود الحماية قلل من الضغط الذي يسببه الصيد.

وأبو منجل الأصلـع الشمالي طائر يعرفه علماء الآثار جيداً، فتماثيله ومومياءاته المحنطة موجودة في قبور الفراعنة الذين كانوا يجلّونه، ونقوشه منتشرة على جدران المعابد المصرية. وقد خُصص له حرف هيروغليفي في كتابة كهنة مصر القدماء التصويرية. وكان مباركاً لدى الأتراك، خصوصاً في مدينة بيرسك حيث كان يعيش مع الناس الذين اعتبروا ظهوره دليلاً على انتهاء فصل الشتاء وهجرة الأرواح. كما كان دليل الحجاج الى مكة المكرمة حيث كان يدعى «طائر النوق». انه طائر كبير يبلغ طوله 70 ـ 80 سنتيمتراً. يغلب عليه اللون الأسود، مع صبغات قزحية من الأزرق والأخضر والنحاسي تظهر في ضوء الشمس. رأسه أحمر خال من الريش، باستثناء بضع ريشات تشكل تاجاً منسدلاً. له منقار أحمر يشبه المنجل، وقائمتان حمراوان.

المصدر : كاد مجازين