شكل رقم (1) خرائط النقاط .
2) خرائط المثلثات المقسمة :
تحتوي برامج نظم المعلومات الجغرافية وبعض البرامج الخرائطية المساعدة والمتخصصة على طريقة تمثيل خرائطية تسمى خرائط المثلثات الأحادية . وتستخدم في التمثيل بعض الظواهر الجغرافية ذات المصدر الإحصائي البشري ، وتظهر على أقاليم الخريطة بناء على قياسات ومعادلات علمية تستخدم لتحديد ارتفاع كل مثلث في كل إقليم بناء على القيم الإحصائية التي تتبع ذلك الإقليم . ويظهر المثلث بشكل أحادى أي مثلث واحد فقط في كل إقليم لتمثيل الظاهرة الأحادية التابعة لكل إقليم .
أما إذا كان المطلوب استخدام المثلث المقسم الذي يمثل أجزاء الظاهرة الجغرافية في شكل مثلثات متداخلة يقيس كل منها جزء من الظاهرة الممثلة على الخريطة بأسلوب المثلثات المقسمة كما في الشكل رقم ( 2 ) .
شكل رقم (2) خرائط المثلثات المقسمة .
فإن برامج نظم المعلومات الجغرافية لا تحتوي على ذلك النوع من طرق التمثيل الخرائطية ، أما في الطرق التقليدية فإن خرائط المثلثات المقسمة أفقياً وقاعدياً تنتشر بشكل واسع ، كما أن كيفية بناء ذلك النوع من الخرائط قد بين بالتفصيل في الساحة الأدبية لذلك العلم ( سلمى2003 ص 10-21 ) .
ولعل عدم تبني برمجة كل الأساليب المطبقة في الخرائط الموضوعية التقليدية على برامج نظم المعلومات الجغرافية ، يعود في اعتقادي إلى أن الخرائط الموضوعية لا تشكل على برامج نظم المعلومات الجغرافية سوى جزئية من تركيبة معقدة ومتعددة من التطبيقات والمهام التي تقدمها برنامج نظم المعلومات الجغرافية والتي تحتوي من بينها بناء واستخدام الخرائط الموضوعية ، ولذلك السبب ، لم تأخذ تلك الطرق نصيبها بعد من برمجة على برامج نظم المعلومات الجغرافية لكي تشارك غيرها من الطرق الخرائطية التي يتعامل معها الجغرافيون والخرائطيون والباحثون والدارسون وغيرهم .
3) خرائط المربعات المقسمة .
هناك نوع من التشابه بين خرائط المثلثات المقسمة وخرائط المربعات المقسمة من حيث أن رمز المربع قد استخدم على برامج نظم المعلومات الجغرافية والبرامج الخرائطية المساعدة كغيره من الرموز مباريا في الاستخدام كل من رمز المثلث والدوائر والأعمدة . ومن الملاحظ أن ذلك الرمز يوجد فقط وبصورة أحادية أي أن تمثيل الظاهرة الجغرافية مرتبط بظاهرة واحدة فقط . أما إذا كان المطلوب هو تمثيل ظاهرة جغرافية عن طريق ما يسمى بالمربعات المقسمة كما هو في الشكل رقم ( 3 ) ، فإن لا برامج نظم المعلومات الجغرافية ولا حتى المساعدة قد برمجت مثل ذلك النوع من التمثيل ، أما في الطرق التقليدية فقد تم الحديث عن ذلك الرمز وكيفية بناءه ( العيسوي 1978 ص 191-192 ) ( سلمى 1995 ص 127-136 ) .
ولذلك السبب فقد استبعدت تلك الطريقة من القائمة الأساسية لعدم تواجدها من ضمن الطرق الخرائطية المتوفرة لتمثيل الظواهر الجغرافية ذات المصدر الرقمي على الخرائط الموضوعية في برامج نظم المعلومات الجغرافية . ومع ذلك ، فإن تمثيلها بالطرق التقليدية لا يزال نشطاً ويظهر في العديد من الأطالس والأبحاث والدراسات .
شكل رقم (3) خرائط المربعات .
4) خرائط الكارتوجرام .
تعرف خرائط الكارتوجرام على أنها عبارة عن تمثيل مساحي مبني على العلاقة بين القيم الإحصائية للظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها ومساحة الإقليم الذي تتبع له الظاهرة الجغرافية . وتكون النتيجة في النهاية مساحات مصغرة أو مكبرة يحددها المدلول المختار بناء على القيم الإحصائية الداخلة في الدراسة . وتنقسم خرائط الكارتوجرام إلى قسمين :
أ) خرائط الكارتوجرام المتصل
يتم في هذا النوع من الخرائط تحويل كل إقليم من أقاليم الخريطة إلى عدد من المربعات بناء على مدلول موحد يتم من خلاله تحديد عدد المربعات التي يجب استخدامها في إعادة رسم كل إقليم . ويتطلب ذلك النوع من التمثيل محاولة إعادة رسم أقاليم الخريطة الأساسية بناء على عدد المربعات التابعة لكل إقليم محافظين بقدر الإمكان عند التمثيل على بقاء العلاقة المكانية لمواقع الظواهر الجغرافية كما هى في الطبيعة مع وجود التشوه في الشكل والمسافات والاتجاهات على الخريطة ويعود السبب في ذلك إلى أن ذلك النوع من الخرائط لا يهتم أصلاً ببيان المساحات أو المسافات أو الاتجاهات بل يركز على إعادة توزيع وبناء الإقليم الجغرافي بناء على مقدار الظاهرة الجغرافية المراد تمثلها على الخريطة من خلال المدلول المختار ( Muehrcke 1980 p 79 ) ( سلمى 1995 ص 254-257 ) . ويمكن رؤية ذلك النوع من التمثيل في الشكل رقم ( 4 ) .
شكل رقم ( 4 ) الكارتوجرام المتصل .
هذا النوع من التمثيل للخرائط لا يتواجد ضمن المجموعة التي تحتويها برامج نظم المعلومات الجغرافية ولذلك استبعد مسمى خرائط الكارتوجرام من بين المجموعة التي تمت برمجتها على برامج نظم المعلومات الجغرافية وبقيت من ضمن الطرق التقليدية والمذكورة سابقاً والتي تتطلب نوع من البرمجة كي تصبح من بين الطرق والأساليب التي تحتويها نظم المعلومات الجغرافية .
ب) خرائط الكارتوجرام المنفصل
تركز خرائط الكارتوجرام المنفصل على المحافظة على شكل الأقاليم المستخدمة كخريطة أساس وذلك بفصل كل إقليم عن الإقليم المجاور له محافظين على الشكل الخارجي للإقليم ولكن بأسلوب التصغير والتكبير لكل إقليم بناء على الظاهرة الجغرافية المراد تمثيلها على الخريطة والمقياس المتبع في عملية التكبير والتصغير للإقليم والذي يعتمد على تطبيق العديد من الإجراءات
الحسابية لمعرفة المقياس الخطي الذي يبنى بواسطته الكارتوجرام ( سلمى 1995 ص 258-264 ) . ويمكن رؤية ذلك النوع من التمثيل كما هو في الشكل رقم ( 5 ) .
شكل رقم (5) خرائط الكارتوجرام المنفصل .
هذا النوع من الخرائط لم يضف بعد للطرق الخرائطية التي تتبناها نظم المعلومات الجغرافية ولذلك تم استثناؤه من بين الطرق الخرائطية التي تمت برمجتها في القائمة الأساسية التي تحتويها برامج نظم المعلومات الجغرافية .
5) خرائط الخطوط الانسيابية الأحادية .
تعرف خرائط الخطوط الانسيابية على أنها خرائط صغيرة أو متوسطة المقياس توزع عليها الظاهرة الجغرافية المتحركة باستخدام رمز الخطوط المختلفة في السمك التي تظهر على الخريطة للربط بين موقع مختار ومجموعة أخرى من المواقع وتسمى بالخطوط الانسيابية الأحادية كما هو الحال في الشكل رقم ( 6 ) .
شكل رقم (6) خرائط الخطوط الانسيابية الأحادية .
أو بخطوط مختلفة السمك تظهر بين عدد من المواقع المتعددة فيما بينها وتسمى بالخطوط الانسيابية المركبة كما هو الحال في الشكل رقم ( 7 ) .
شكل رقم (7) خريطة الخطوط الانسيابية المركبة .
وتسمى الطريقة الأولى بالخطوط الانسيابية الأحادية وتسمى الثانية بالخطوط الانسيابية المركبة . ويستخدم لهذه الخرائط خطوط مختلفة السمك بناء على معادلات ومعايير إحصائية مقننة . وليس من الضروري أن تتبع تلك الخطوط ظاهرة معينة كالطرق مثلاً بل يمكن رسمها بخطوط انسيابية تربط بين المناطق الداخلة في الدراسة كما هو الحال في الشكل رقم ( 7 ) أعلاه ( Dent 1993 p 228-233) .
هذا النوع من التمثيل غير متواجد على برامج نظم المعلومات الجغرافية ولذلك استبعد ذلك النوع من التمثيل من القائمة التي تحتويها الطرق المبرمجة على نظم المعلومات الجغرافية .
6) المكعبات المجمعة .
المكعب رمز يستخدم على الخرائط الموضوعية لتمثيل الظواهر الإحصائية كبيرة الحجم وهو رمز يساعد على اختزال القيم الإحصائية الكبيرة ، ذلك أن المكعب يعكس في نهاية المطاف على الخريطة رقماً محدداً تم تحديده بالطرق الرياضية المعروفة في علم الخرائط الموضوعية معتمداً في ذلك على الإحصائيات التابعة لكل إقليم كما هو الحال في الشكل رقم ( 8 ) .
شكل رقم ( 8 ) خرائط المكعبات المجمعة .
هذا النوع من التمثيل يتطلب دراية كافية في البناء ويعكس في معظم الأحيان القدرة الفنية والإبداعية لدي مصمم الخريطة . هذا النوع من التمثيل ليس من بين الطرق التي تحتويها برامج نظم المعلومات الجغرافية ولذلك استبعد ذلك النوع من التمثيل من القائمة الخاصة بطرق التمثيل الخرائطية التي تحتويها نظم المعلومات الجغرافية . ولمزيد من المعرفة الخاصة بطريقة البناء والتمثيل والقوانين المتبعة فيمكن مراجعة العديد من المراجع مثل (Dent 1993 ، Muehrcke 1980 ، سلمى 1995 )
7) الدوائر المنصفة .
تستخدم الدوائر المنصفة على الخرائط الموضوعية لبيان ظاهرة جغرافية ثنائية تتطلب استقلالية الرمز لكل ظاهرة بدلاً من تقسيم الدائرة الواحدة إلى أقسام داخلية بنسب أو درجات مختارة ، وفي هذه الحالة تكون الدوائر مستقلة في التمثيل ومشتركة في المركز مما يعطي في النهاية أنصاف دوائر متجاورة تعكس ظاهرتين ذات علاقة جغرافية معينة ( سلمى 1995 ص 65-70 ) مثل الذكور والإناث أو المواليد والوفيات أو غيرها من الظواهر الجغرافية الثنائية كما هو الحال في الشكل رقم ( 9 ) .
شكل رقم ( 9 ) خرائط الدوائر المنصفة .
هذا النوع من التمثيل أيضاً لم تتضمنه برامج نظم المعلومات الجغرافية بعد . وعلى ذلك نجد أن هناك سبعة طرق من طرق التمثيل الخرائطية في الجانب التقليدي لا تتواجد من ضمن طرق التمثيل الخرائطية التي تحتويها نظم المعلومات الجغرافية . وعلى ذلك ورغم التقدم التقني في عرض الظواهر الجغرافية على الخرائط إلى أن هناك بعض من طرق التمثيل الخرائطية التي تتطلب تدخل الإنسان في البناء الخرائطي أو أن البرامج الجغرافية لم تحتويها بعد .
مميزات الطرق التقليدية :
تتميز الطرق التقليدية باحتوائها على العديد من طرق التمثيل الخرائطية . هذه الطرق بعضها واسع الاستخدام والانتشار والبعض الآخر قليل الانتشار . كما أن الطرق التقليدية تحتوي على العديد من التجارب الإبداعية مع تعدد واسع لأنواع الرموز المستخدمة لعرض الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية . وفي تلك المرحلة من التقدم العلمي كانت الطرق التقليدية هى المصدر الأساسي لتمثيل الظواهر الجغرافية الموضوعية على صفحات الأطالس والتقارير والأبحاث وأصبحت بذلك المصدر الرئيسي الذي يعتمد على تبنيه وبرمجته على برامج نظم المعلومات الجغرافية . ومن الجدير بالذكر أن تلك الطرق التقليدية هى التي قدمت ذلك النوع من الخرائط للمستخدمين وساعدتهم على تفهم أسلوب بناءها وطرق عرضها كما كانت مجالاً للعديد من الدراسات والأبحاث في الأدبيات الخرائطية التي تسعى إلى تطويرها أملاً في إيصال المعلومة إلى المستخدم بسهولة ويسر . وربما تكون هذه الملاحظات العلمية وسيلة جيدة لمعرفة المطلوب والقيام بإضافته أو برمجته وإعداده كوسيلة من وسائل التمثيل الخرائطي التي يمكن من خلالها أن نرى الظاهرة الجغرافية وأن نستعرضها وأن نتمكن من مداخلتها مع غيرها من الظواهر حتى نتمكن من رؤية الواقع بكل العناصر المطلوبة ومن ثم القيام بصنع القرار وتقديمه في شكل مدعم بالعرض التفصيلي على برامج نظم المعلومات الجغرافية .
مميزات الطرق التقنية :
لقد كان لنظم المعلومات الجغرافية الفضل الأول في تطوير وتقدم علم الخرائط . فعن طريق تبني نظم المعلومات الجغرافية ، تحولت الخرائط الورقية المعروفة إلى خرائط رقمية Digital Mapping قابلة للتغيير والتحديث والتصحيح والحذف والإضافة والعرض بناء على عناصر محددة ، فتحولت المعلومة بذلك إلى قواعد بيانات تظهر فيها عناصر الخريطة في شكل رقمي يمكن تحريكها بناء على معايير تقنية محددة مع ربطها بما يماثلها في الطبيعة عن طريق قواعد من البيانات المتعددة التي يمكن ملؤها بكل المعلومات وفي جميع المجالات حتى أن نظم المعلومات الجغرافية اليوم أصبحت ضرورية لكل تخصص ( Jones 1998 p 4-5 ) .
كما تتميز نظم المعلومات الجغرافية بإمكانية رؤية الظواهر الجغرافية بأسلوب متحرك ومن خلال معايير إحصائية مختلفة وبناء على العديد من الافتراضات المحددة والمقاييس المختارة لعرض الظاهرة الجغرافية ( Booth and Mitchell 2001 p 5-8 ).
وتتميز نظم المعلومات الجغرافية بإمكانية إجراء تساؤلات على قواعد البيانات وما تحتويه من بيانات مع إمكانية إجراء العديد من المقارنات بأسلوب التطابق الرأسي Overlay أو رؤية الظواهر الجغرافية بناء على معايير وعلاقات أفقية تعرف باسم Proximityمع القدرة على رؤية النتائج في الحال والاستفادة منها في صنع القرار ( Fischer, and others 1996 p 129-136 ). .
كما تتميز نظم المعلومات أيضاً بارتباط رموز الخريطة بصورة مباشرة بقواعد البيانات بحيث تعكس التغير الذي يمكن أن يطرأ على تلك البيانات على خلاف الطرق التقليدية ذات الناتج الأحادي وغير المرتبط بقواعد البيانات وهذا يعني أن التحديث للمعلومات تتطلب إعادة البناء المعملي والتقليدي للحصول على خريطة ينتهي مفعولها بتغير قيم الظاهرة الجغرافية .
ولم تعد الخريطة تعامل على نظم المعلومات الجغرافية كوعاء لمعلومة ثابتة بل أصبحت ساحة لرؤية المعلومة من زوايا إحصائية أو تحليلية مختلفة وبعرض للنتائج على خرائط موضوعية مختلفة تمكن المستخدم من رؤية الظواهر الجغرافية في شكل رقمي يمكن المستخدم من رؤية الظاهرة الجغرافية من أي زاوية مختارة وبأي طريقة علمية تصنيفية مناسبة تساعد على عرض النتائج التي توصلت إليها الدراسات بشكل واضح يمكن من بيان الحقيقة المدعمة تقنياً ويساعد في صنع القرار الصحيح .
كم تهيئ نظم المعلومات الجغرافية إمكانية البحث عن أي معلومة في قواعد البيانات حتى وإن كانت المعلومات في طبقات مختلفة . حيث يمكن أن تسأل مثلاً عن الطرق الفرعية التي يمر عليها 5000 سيارة في الشهر والتي تخترق أرض ذات تركيبة صخرية معينة والقريبة بمقدار 5 كم من الأراضي الزراعية . هذه القدرة التقنية على تتبع المطلوب من المعلومات في مواقع مختلفة من قواعد البيانات وتمثيله على الخرائط بالأسلوب الذي يختاره مصمم الخريطة وبسرعة متناهية لا يوجد في الطرق التقليدية ( شرط توفر المعلومات متكاملة في قواعد البيانات ) .
حيث تتفوق نظم المعلومات الجغرافية بعرض الخرائط الموضوعية على خرائط أساس مبنية مسبقاً في قواعد البيانات مما يجعل تغيير تمثيل المعلومات على خرائط الأساس حسب الظاهرة المدروسة والمكان المختار أمراً سهلاً وسريعاً وعلى مقاييس متعددة ، على عكس إعداد خرائط الأساس بالطرق التقليدية والتي تتطلب نوعاً من البحث والإنشاء والبناء والرسم والإعداد للطباعة ثم الطباعة . ومن الجدير بالذكر أن نظم المعلومات الجغرافية قد جعلت من الخرائط التي يتم تصميمها أكثر دقة سواء في الرسم أو الدقة في تمثيل البيانات الجغرافية بالطرق الموضوعية على الخرائط . كما أن إمكانية الحصول على خرائط ورقة يعد أمراً سهلاً لا يتطلب الحصول عليه باستخدام نظم المعلومات الجغرافية أكثر من تحديد نوع الورق أو الوسيلة التي يرغب المصمم في استخدامها لعرض النتائج المختارة لدراسة الظاهرة الجغرافية الممثلة .
تتميز نظم المعلومات الجغرافية بقدرتها على إضافة معلومات إضافية على الخريطة وربطها بقواعد البيانات ، مثل تحديد المناطق التي تبعد عن الطرق الرئيسية بمقدار 10كم أو تحديد مسافة حول المدن في شكل دائرة قطرها 100كم مثلاً . أي أن هناك إمكانيات هائلة لإضافة العديد من القياسات التي تمكن المستخدم من دراسة الظواهر بناء على فرضيات مختارة تحدد على الخريطة في شكل مساحات أو مسافات حول رموز الخريطة النقطية والخطية والمساحية بناء على أبعاد مختارة . هذه القدرات التقنية يصعب تحقيقها بنفس الدقة والسرعة على الطرق التقليدية . وبما أن الخرائط الموضوعية جزء أساسي ومكمل في قواعد البيانات فإن تمثيلها والتعامل معها على نظم المعلومات الجغرافية أمر ضروري يساعد في عرض الظواهر الجغرافية ورؤية العلاقات الجغرافية من زوايا متعددة ( Jones 1998 p 4 ).
ومما قدمته التقنية ، سهولة إجراء القياسات للمسافات والمساحات . حيث جهزت برامج نظم المعلومات الجغرافية بأدوات تمكن مستخدم البرامج من القيام بعمليات قياس للأبعاد والمساحات على الخرائط . هذه الخاصية تمكن مستخدم نظم المعلومات الجغرافية من سهولة التعامل مع أو الحصول على المعلومات المطلوبة مما يجعل التقارير النهائية المبنية على نظم المعلومات الجغرافية غاية في الدقة إذا توفرت البيانات المطلوبة في قواعد البيانات ذات العلاقة . كما أن تلك البرامج مزودة بالعديد من الأساليب التي تمكن من عرض العديد من الظواهر الجغرافية وتحليلها وعرضها على الخرائط الموضوعية التابعة لتلك البرامج . كما أن سهولة تداول المعلومات ، وخزنها ، وحفظها ، وتصديرها ، وتحويلها تعد من المميزات التي تقدمها نظم المعلومات الجغرافية . وتعد تلك الخاصية من الأمور المهمة في متابعة الظواهر الجغرافية على برامج نظم المعلومات الجغرافية .
ومن الجدير بالذكر ، أن برامج نظم المعلومات الجغرافية ، ليست مخصصة فقط لخدمة الجغرافيين ، بل تتعدى ذلك ، لتصبح المصدر الفعلي للتعامل مع الظواهر الجغرافية الطبيعية والبشرية ، وتحليلها ، وعرضها على الخرائط الرقمية في العديد من التخصصات وفي مجالات متعددة . كما تعد برامج نظم المعلومات الجغرافية الوسيلة الجيدة للقيام ببرمجة العديد من النظم وإعداد الكثير من التطبيقات التي تساعد في رؤية الظاهرة الجغرافية بوضوح والتمكن من تحليلها وإدارتها بسهولة ويسر .
كما تتميز نظم المعلومات الجغرافية أيضاً ، بإمكانية عرض المعلومات المدخلة في قواعد البيانات ، على خرائط . وكذلك تتميز بقدرتها الدقيقة في رسم ، وإخراج ذلك النوع من الخرائط ( التي تغطي 50% من طرق التمثيل الخرائطية التقليدية ) في شكل أطالس ، تتميز بدقتها العلمية ، والتحليلية ، ودقة الرسم ، وتطبيق المواصفات المطلوبة في بناء الخرائط وإعدادها للطباعة بصورة متقدمة .
وتعد نظم المعلومات الجغرافية ، وسيلة متقدمة في الاستفادة من مصادر المعلومات الأخرى ، كالصور الجوية ، والمناظر الفضائية ، والاستخدامات المبنية على أجهزة ال GPS وغيرها من مصادر المعلومات المختلفة . جعل منها وسيلة سريعة ودقيقة للرصد والمتابعة والعرض وتبادل المعلومات . وتعتبر نظم المعلومات الجغرافية ، وسيله مهمة في إدارة المشاريع المختلفة . على أن الضرورة تقتضي ، بناء قواعد بيانات تحتوي على معلومات تفصيلية للظواهر الطبيعية والبشرية لكي يتم التمكين من عرضها بوسائل التمثيل المتعددة على الخرائط ((Zeiler 1999p 72-73 185.
أهمية الإدراك البصري في الحكم على فعالية الطريقة المستخدمة في التمثيل :
وتعتبر عملية الإدراك البصري للمعلومات الممثلة على الخرائط الموضوعية ، من أهم المعايير للتعبير عن دقة وفعالية الطريقة المستخدمة في تمثيل الظواهر الجغرافية على ذلك النوع من الخرائط . وفي علم الخرائط ، هناك تركيز على عملية توصيل المعلومة من الخريطة ، التي تمثل الواقع الحقيقي في الطبيعة ، عن طريق الترميز للبيانات الجغرافية وتقديمها إلى المتلقي لتلك المعلومة وهو مستخدم الخريطة . وعلى ذلك ، فإن الرموز المستخدمة لتمثيل الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية سواء بالطرق التقليدية أو عن طريق برامج نظم المعلومات الجغرافية تتميز بقدرات مختلفة في عملية وسهولة توصيل المعلومة ، وذلك بناء على الرمز المستخدم في التمثيل على الخريطة ( سلمى 1995 ص 33-34 ) .
وبما أن الدراسات قد أثبتت فعالية العديد من الرموز وقدرتها في توصيل المعلومة ، فإن الضرورة تقتضي ، تضمين تلك الطرق أو برمجتها ضمن الطرق التي تحتويها برامج نظم المعلومات الجغرافية واستخدامها لعرض الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية ؛ وألا تقتصر الطرق على رمز الحالية كالألوان ورمزي الدائرة والعمود وذلك لتمثيل مكونات أو أجزاء أو تفاصيل الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية .
وإذا كانت الطرق التقليدية المستخدمة لتمثيل الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية تتميز بكثرة الأساليب الخرائطية التي يمكن من خلالها عرض المعلومات على الخرائط الموضوعية ، فإن برامج نظم المعلومات الجغرافية ، تتميز بقدرتها على التعامل مع هذه البيانات بأسلوب رقمي يمكن مستخدم الخريطة من رؤية الظاهرة الجغرافية من زوايا مختلفة واعتماد الزاوية المناسبة لعرض الظاهرة الجغرافية . هذا الأمر ليس ممكناً بالطرق التقليدية ، حيث يعتبر البناء النهائي للخريطة مبني على الزاوية التي أختارها مصمم الخريطة ، والتي يعتقد أنها مناسبة لعرض المعلومة دون التمكن من رؤية الظاهرة من زويا متعددة وبأساليب متعددة أيضاً كما هو الحال على برامج نظم المعلومات الجغرافية ، التي تقدم للمستخدم نظرة أولية يتم من خلالها رؤية الظاهرة الجغرافية بالأساليب الرياضية التي تحتويها برنامج نظم المعلومات الجغرافية ومن ثم تحديد الطريقة المناسبة لرؤية مكونات الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية .
وكما أن الأسلوب الإحصائي المستخدم لتحديد زاوية الرؤية للظاهرة الجغرافية يعد مهماً كما بينا سابقاً ، فإن اختيار الرمز المناسب لعرض الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية يعد موازياً إن لم يكن أكثر أهمية . وعلى ذلك ، فإن طرق التمثيل الخرائطية المذكورة سابقاً يجب إضافتها كأساليب عرض على برامج نظم المعلومات الجغرافية كي تمكن مستخدم نظم المعلومات الجغرافية من رؤية الظاهرة الجغرافية من خلال معايير إحصائية متعددة ، كما تمكنه أيضاً من اختيار الرمز الخرائطي المناسب لعرض الظاهرة الجغرافية على الخرائط الموضوعية .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن برامج نظم المعلومات الجغرافية قد حولت التعامل مع الظاهرة الجغرافية ، من أسلوب عرض فقط بالطرق التقليدية ، إلى أسلوب عرض وتحكم للبيانات وإجراء العديد من التساؤلات ، أو البحث للظاهرة ومتابعتها ، وتحديثها ، وتصنيفها ، وترميزها ، بالإضافة إلى رؤية الظاهرة الجغرافية بأسلوب التطابق Overlay أو عن طريق رؤية العلاقات المكانية بأسلوب Proximity والتي تمكن مستخدم الخريطة من رؤية الظاهرة الجغرافية بناء على العديد من العناصر أو التوقعات أو العلاقات ومن ثم عرض النتائج مباشرة على الخرائط بأسلوب خرائطي مناسب يسمح لمستخدم الخريطة من قراءة الخريطة والتعرف بسهولة على المعلومة الجغرافية التي تحتويها الخريطة مع ربطها دائماً بالمصدر الأساسي للمعلومة على قواعد البيانات . وهذا يعني أن المتعامل مع تلك التقنية يستطيع أن ينظر للظواهر الجغرافية من زوايا مختلفة وبطرق ترميز خرائطية متعددة وتحت فرضيات متباينة خلال مدة وجيزة من الزمن بالمقارنة بالطرق التقليدية . وختاماً فإن تقنية نظم المعلومات الجغرافية التي جعلت من الخرائط التقليدية قاعدة أساسية لعرض الظواهر الجغرافية على الخرائط الرقمية يجب أن تحتوي جل إن لم يكن كل الطرق التقليدية التي تمت دراستها وتوضيحها مع ما ذكر معها من تحليل للأسباب والمسببات التي ستكون بلا شك منطلقاً خصباً لتحديد البرمجة المناسبة لعرض الظواهر الجغرافية على الخرائط الموضوعية بتلك الطرق .
الخاتمة والتوصيات :
تشارك الخرائط الموضوعية غيرها من الخرائط الأخرى المتنوعة في عرض الظاهرة الجغرافية وتحويلها من أرقام مجردة إلى أشكال مرئية مرتبطة بمكان تواجد الظاهرة الجغرافية في الطبيعة . كما تتميز الخرائط الموضوعية بقدرتها على بيان التوزيع الفعلي للظاهرة الجغرافية كما هى في الطبيعة بالإضافة إلى استخدامها لمعايير إحصائية متعددة تمكن مستخدم الخريطة من معرفة القيمة الإحصائية التقريبية للظاهرة الجغرافية والتعرف على خصائصها في كل إقليم على الخريطة. وقد صٌنفت الخرائط الموضوعية هنا إلى مجموعات بناء على الرمز المستخدم في تمثيل الظاهرة والذي قسمت الخرائط الموضوعية المستخدمة في الدراسة بموجبه إلى خمس عشرة طريقة . ومن هذه الطرق بين البحث أن هناك ثمان طرق معدة ويمكن استخدامها على برامج نظم المعلومات الجغرافية وهى 1) خرائط الكوروبلث باستخدام الألوان " ( كمي ، نوعي ) 2) خرائط الدوائر النسبية 3) خرائط الدوائر المقسمة . 4) خرائط المثلث الأحادية . 5) خرائط المربعات الأحادية . 6) خرائط الأعمدةالأحادية . 7) خرائط الأعمدة المتعددة . 8) خرائط البعد الثالث
كما بين البحث بأن هناك سبع طرق لم تحتويها نظم المعلومات الجغرافية بعد وهى :
1) خرائط النقاط 2) خرائط المثلثات المقسمة 3) خرائط المربعات المقسمة 4) خرائط الكارتوجرام 5) خرائط الخطوط الانسيابية 6) خرائط المكعبات المجمعة 7) خرائط الدوائر المنصفة .
كما تضمن البحث عرضاً لهذه الخرائط معدة على برامج أخرى غير برامج نظم المعلومات الجغرافية ، ثم بين الأسباب التي يعتقد الباحث من وجهة النظر التخصصية أنها تقف حائلاً أمام إدراج بعض هذه الطرق نظراً لما يتطلبه من ربط مكاني أو إخراج هندسي للرموز ذات العلاقة يتطلب التدخل البشري عند القيام بعملية التمثيل على الخرائط مثل خرائط النقاط ، وخرائط المكعبات المجمعة وأما لعدم برمجتها مع الطرق التي تحتويها برنامج نظم المعلومات الجغرافية مثل بقية الطرق السبعة التي لا تحتويها تلك الدراسة .
كما ركزت تلك الدراسة على بيان المميزات التي تتصف بها الطرق التقليدية وكذلك المميزات التي تتصف بها الطرق التقنية والتأكيد على ضرورة الربط بينهما . بالإضافة إلى ضرورة تطبيق النظرة الشمولية التي تؤكد على تفعيل مفهوم الإدراك البصري والاعتراف بأهميته في عملية التعرف على محتويات الخرائط الموضوعية والقدرة على رؤية وتحليل التمثيل الخرائطي المستخدم في تمثيل الظواهر الجغرافية على ذلك النوع من الخرائط . وختاماً توصي هذه الدراسة بضرورة اعتماد الطرق الخرائطية التقليدية وبرمجتها على برامج نظم المعلومات الجغرافية بناء على تطبيق المعايير التقنية والبرمجية اللازمة لذلك واضعين في الاعتبار الشروحات المقدمة في البحث والتي بينت صعوبة تمثيل بعض الطرق الخرائطية ودعت إلى برمجة الطرق الأخرى التي يمكن إضافتها والتي لا تحتويها برامج نظم المعلومات الجغرافية .
المصادر
Booth, B. and Mitchell, A. 2001 “ Getting Started with ArcGis”. ESRI. U.S.A.
Cuff, D.J. & Mattson, M.T. 1982 “ Thematic Maps “. Methuen, New York.
Dent, B.D. 1993 “ Cartography: Thematic Map Design” Third Edition WCB Publisher. England
Dickinson, G.C. 1987 “ Statistical Mapping”. Edward Arnold Ltd. London
Fisher,M. Scholten, H.J. and Unwin D. 1996 “ Spatial Analytical perspectives on GIS”. Taylor & Francis Ltd. Britain. P 129-138.
Jones B. Ch. 1998 “ Geographical Information Systems and Computer Cartography”. Longman. Singapore.
Muehrcke, Ph. C. 1980 “ Map Use “ Reading, analysis and Interpretation”. JP Publications, Madison, WI .
Robinson, A. Sale, R. Morrison, J. and Muehrcke 1985 “ Elements of Cartography” Fifth Edition. John Wiley & Sons, Inc. New York .
Zeiler, M. 1999 “ Modeling Our World”. The ESRI Guide to Geodatabase design. ESRI press U.S.A.
.
العيسوي فايز محمد 1978 " خرائط التوزيعات البشرية " أسس وتطبيقات " دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية
عزيز محمد الخزامى 1998 هـ نظم المعلومات الجغرافية – أساسيات وتطبيقات للجغرافيين . منشأة المعارف ، الإسكندرية ، جمهورية مصر العربية .
سلمى ناصر محمد 2003 " تمثيل مكونات الظاهرة الجغرافية بمثلثات مقسمة بطريقة قاعدية : أسلوب خرائطي مقترح مع دراسة مقارنة بخرائط المثلثات المقسمة أفقياً " رسائل جغرافية : الجمعية الجغرافية الكويتية العدد رقم 272 .
سلمى ناصر محمد 1995 " خرائط التوزيعات البشرية " : مفهومها وطرق إنشائها " مكتبة العبيكان ، الرياض .
منقول من الموسوعه الجغرافيه
المفضلات