يرجع تاريخ الخريطة البحرية إلى زمن بعيد يدب في جذور الماضي حتى يصل إلى العصور الوسطى, وقد ظهرت في هذا المجال الخرائطي إرهاصات تمثلت في رسوم بورتلانو البحرية , ورغم غموضها النسبي إلا أن بحارة جنوة والبندقية استخدموا أمثال هذه الرسوم والخرائط لترشدهم إلى موالي التجارة ولكنها ما لبثت أن انتشرت على نطاق واسع بين ملاحي حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وشواطئ المحيط الأطلسي القريبة من جزر الكناري جنوبا حتى إيرلندا شمالا وقد شملت العالم المعروف آنذاك , ولم يعرف الأساس الذي بنيت عليه هذه الخريطة من حيث طريقة مسحها ورفعها ولكن الدلائل تشير إلى أنها قامت على أساس المساحة بالبوصلة البحرية " كالترافرس"
ومع تقدم العلم بشكل واضح و ملحوظ ومع ظهور الأقمار الصناعية وأجهزة المسح المختلفة أصبح الآن من السهل مسح أي منطقة ورفع الظواهر التي فيها ورسمها رسم ثلاثي الأبعاد في فترة زمنية قصيرة.
عند عمل خريطة بحرية تجري مجموعة من الإعمال إخراجها منها :
1- سبر الأعماق
2- تثبيت علامات ملاحية وتسجيل المواضع الخطرة (السفلى والعميقة)
3- مسح الكوارث التضاريسية والخطرة مثل السفن الغارقة وخلافه
4- إضافة معلومات عن الميناء الذي يستجد
5- البحث عن المخاطر التي سجلت وعملت لها وكتب عنها في تقارير سابقة.
6- تسجل ملاحظات وقياسات عن تيار المد.
7- إجراء مسح كامل على المستوى دقيق وصغير باستخدام الأجهزة المساحية المختلفة.
لذلك نجد أن صناعة وعمل الخريطة البحرية تعتمد – شأنها شأن الخريطة الطبوغرافية الأرضية – على عمليات المساحة التفصيلية الأرضية (لمناطق السواحل) منها أو الجوية, ويهتمون بأمور معينة في هذا النوع من الخرائط مثل مناسيب الارتفاع عن مستوى سطح البحر, تفاصيل الموقع , الخ.
الفرق ما بين الخريطة الجيولوجية(القارية) والخريطة البحرية
هناك بعض الفروق بين الخريطة القارية أو التي تهتم باليابس وبين الخريطة البحرية منها:
1- الإنشاء : إن الخريطة الطبوغرافية – خريطة اليابس- تنشئها جهات مختصة تقوم بعمل مسح دقيق وشامل للمساحة الأرضية باستخدام ثوابت أرضية معلومة الارتفاع عن متوسط سطح البحر (وهو صفر في هذه الحالة) لذلك تقدمت صناعة الخريطة الطبوغرافية عن الخريطة البحرية , أما الخريطة البحرية فتتخذ من نفس الأساس نقطة صفر للقياس ولكن يتم قياس أعماق المنطقة البحرية مقدرة بمسافة الهبوط عن مستوى سطح البحر.
2- مجال الإهتمام : الخريطة الطبوغرافية الأرضية تهتم بإبراز أشكال سطح الأرض لذاتها من جهة ولإمكانية إضافة أية معلومات أخرى مثل شبكة الطرق ومراكز العمران ومشروعات الري من جهة أخرى , في حين تهتم الخريطة البحرية بإبراز الأعماق لتسهيل عملية سبر السفن , واستخدامات الإنسان للبحر , ومنع حدوث الكوارث , لذلك فإن مجال الأولى هو اليابس بمحتوياته الدقيقة بينما مجال اهتمام الثانية هو المياه ممثلة في البحار والمحيطات والخلجان وسواحلها بمحتوياتها الدقيقة.
3- درجة الدقة : الخريطة الطبوغرافية الأرضية يمكم عمل المزيد من التفصيلات بها لوضوح الرؤية في عملية الرفع المساحي للخريطة ميدانيا أو عن طريق الصور الجوية سواء بالطيران أو بالأقمار الصناعية عبر محطاتها الأرضية , لذلك فهي تتناول الملامح الأرضية بدقة متناهية وبشكل مساحي متصل, في حين نجد أن الخرائط البحرية قي مراحلها المبكرة- وحتى في الفترات الحديثة والمعاصرة- تقل تفصيلاتها لقيعان البحار والمحيطات وسواحلها نسبيا, حيث إن عمليات رفع المناسيب والأعماق مساحيا لقيعان البحار والمحيطات أصعب من العمليات الأرضية في الخرائط الطبوغرافية السابق ذكره.
4- درجة الوضوح : يلاحظ أنه من الصعب إضافة أي معلومات أو ظاهرات تقع بين نقط مناسيب هذه الأعماق المقاسة لعدم رؤيتها, اللهم إلا مصادقة عن طريق شذوذ قيم الأعماق فيتم استنتاج شكل الظاهر البحرية في القاع. ومن خلال توصيل النقاط المتساوية في العمق بخطوط تسمى خطوط الأعماق المتساوية يتم استنتاج الشكل الطبوغرافي للأعماق وما بينها من قيم شاذة-بتعبير آخر- وما بينها من ظاهرات, بعكس الحال في الخرائط الطبوغرافية الأرضية حيث يتم إضافة أي معلم مرئي بسهولة , وأثناء عملية المسح نفسها.
5- الاستمرارية : تعكس الخريطة الطبوغرافية الأرضية استمرارية في الظاهرات سواء الخرائط المليونية أو النصف مليونية أو 100000/1 وخرائط المدن والخرائط التفصيلية التي تعرف في مصر باسم خرائط فك الزمام, في حين تهتم الخريطة البحرية بالمنطقة الساحلية حتى الأعماق التي تسمح بممارسة حركة السفن للأغراض المختلفة أو الأعماق التي تصل في عمليات المسح البحري إلى عمق 200 متر لتسهيل عمليات تحديد الحدود الدولية البحرية ونفوذ الصيد وقد تتعمق لأكثر من ذلك لنفس الغرض, وقد تركز على ظاهرات قريبة أو بعيدة عن السواحل قي قيعان المحيطات , الممرات البحرية والمضايق , قنوات الدخول والخروج من وإلى السواحل والتي تصل في بعض المناطق بين المسطح المحيطي والأنهار الدولية
المفضلات