الفصل الاخير
المشهد الاول
المكان : عاصمه مملكه الجنوب
لما اطمأن الملك مينا على بناء قلعته الجديدة، واستتب الأمن في البلاد ، عاد مع زوجته إلى عاصمة حكمة القديمة، ودخل مدينة (ثنى) في موكب حافل دخول الظافرين،
وخرجت المدينة عن بكرة أبيها تستقبل ابنها البار الذي حقق للبلاد وحدتها،وأعاد إلى ربوعها الأمن والطمأنينة، وقصد من فوره إلى قصره، وجلس في قاعة العرش يستقبل وفود المهنئين، وقد حملوا إليه الهدايا الرمزية ليعبروا بها عن صادق ولائهم ووفائهم وحبهم
وبينما يتبادل الجميع التهاني في فرح وسرور إذا بفنان شاب يتقدم إلى الملك حاملا إليه لوحة ارتوازية جميلة الشكل،
الفنان الشاب :ارجو منك يا سيدى قبول هذه الوحه كهديه رمزية متواضعة
الملك مينا : انى اشكرك أيها الفنان العظيم و لكن ما معنى النقوش التي رسمت على هديتك الرائعة؟
فقال الفنان : هذه يا سيدي لوحة مما يستعمل في سحق الكحل الذي يوضع في العين،
و اشار الى اعلى اللوحه و تابع قائلا : وقد سجلت عليها من أعلى بالحفر البارز اسم جلالتكم الملكي، وهو "نادمر" بالهيروغليفية بين رأسي بقرتين، وقد قصدت من المرسوم على وجهها تسجيل انتصار جلالتكم على أعدائكم، فعلى أحد الوجهين مثلث جلالتكم واقفا وعلى رأسكم تاج الوجه القبلي، وأمامكم العدو راكعا، وأنتم تضربونه على أم رأسه بدبوس قتالكم، ومثلث أمامكم الصقر (حورس) وقد أحضر لكم أسرى من الدلتا،
و ادار اللوحه ليظهر الجانب الاخر و تابع قائلا : أما الوجه الآخر فقد مثلت فيه جلالتكم لابسا تاج الوجه البحري الأحمر، وبذلك رمزت إلى توحيد المملكتين، بينما بسير أمام جلالتكم أربعة من حملة الأعلام يتبعهم أحد الوزراء، وأمام هؤلاء عشرة أسرى قطعت رؤوسهم ووضعت بين أقدامهم، أما في أسفل هذا الوجه فقد مثلت ثورا كرمز للقوة الكامنة في جلالتكم،يطأ بأقدامه عدوا راقدا، ويحطم بقرنيه سورة مدينة يعلوه بعض الشرفات، وهذا يعني النصر الكامل لجلالتكم.
الملك مينا : انى اقبل هدية الفنان العظيم شاكرا مسرورا،فإن عمله الرائع وفكرته المبدعة لها عاطر الثناء، وأأمر له بجائزة سخية، كما أأمر بأن تحفظ هذه اللوحة بقاعة عرشى إحياء للفن، وذكرى لتوحيد القطرين،
المشهد الاخير
وفـــــــــاة الملــــــــك
فى أحد الأيام الصاحية الجميلة، اصطحب الملك بعض حرسه الخاص ونخبة من أصدقائه المقربين، وخرج للصيد والقنص كعادته، وأغراهم كثرة الصيد فتوغلوا في الأحراش، وابتعد الملك "مينا" عن رفاقه وحيدا. وهو يتبع أحد أفراس البحر المفترسة.
وكان الملك جسورا شجاعا رغم كبر سنه، فأخذ يقترب من الفريسة شاهرا رمحه، محاولا قتلها بضربة واحدة، ولكنه أخطأ الهدف، فهجم عليه الفرس بوحشية وضراوة فقتله لساعته، بعد أن صرخ الملك صرخة مروعة تجاوبت أصداؤها بين جوانب الحرس، فأسرع الحرس والأصدقاء إلى مكان الحادث، ولكن بعد أن فات الأوان، ولكنهم قاموا بقتل فرس البحر، ثم نقلوا جثة الملك إلى قصره في مدينة "منف"، حيث قام الكهنة بتحنيط الجثة وتكفينها.
وقد استغرقت هذه العملية أكثر من سبعين يوما، ثم وضعوا الجثة في تابوت حجري نقل في احتفال مهيب إلى إحدى السفن الراسية في الميناء، التي أبحرت به من فورها إلى عاصمة الملك في الجنوب، وعندما وصلت الجثة إلى المدينة حملها الكهنة إلى المعبد، حيث اجتمع الشعب الحزين لتوديع ملكه المحبوب وبطله العظيم الوداع الأخير.
ثم نقلت الجثة في تابوتها الحجري على زحافة ملكية إلى الجبانة بالقرب من العاصمة عند "أبيدوس" ، حيث وضعت في القبر الذي أعده الملك لنفسه من قبل، بين تراتيل الكهنة وعويل النساء وحزن الشعب الذي فقد بموته بطلا مظفرا لا يعوض، وحاكما عظيما أعاد للبلاد وحدتها، وللأمة عزتها، ونشر بين أرجائها الأمن والسلام
المفضلات